أصول و أوراد : آداب المريد مع الشيخ
آداب المريد مع الشيخ خمسة
آداب المريد مع الشيخ خمسة
يدعو القرآن الكريم إلى تربية النفس على ذكر الله قصد استحضار دائم لوجوده وطلب محبته وتصريف هذا الحضور في العمل الصالح والعدل مع النفس والجود. على أساس التحقق في الحياة بهذا المعنى نشأت في الإسلام تيارات الزهد الذي يدعو إلى عدم إيثار الدنيا على الآخرة، ثم نشأت تبعا له تيارات الدعوة إلى التحلي بأخلاق التزكية ومحاسبة النفس، ذلك هو التصوف (الطرق الصوفية).
أي عمل أرفع وأي وسيلة أشفع وأي عمل أنفع من الصلاة على من صلى الله عليه وجميع ملائكته، وخصه بالقربة العظيمة منه في دنياه وآخرته، فالصلاة عليه أعظم نور وهي التجارة التي لا تبور، وهي كانت هجيري الصالحين في المساء والبكور، فكن مثابرا على الصلاة على نبيك، فبذلك تطهر نفسك، ويزكو منك العمل، وتبلغ غاية الأمل، ويضيء نور قلبك - وتنال مرضاة ربك وتأمن من الأهوال يوم المخاوف والأوجال صلى الله عليه وسلم تسليما كما كرمه الله برسالته تكريما، وعلمه ما لم يكن يعلم، وكان فضل الله عليه عظيما
- أخرج الترمذي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أَولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليَّ صلاةً "
يعتبر التصوف السني كما أرسى قواعده السلوكية شيوخ التزكية وعلم السلوك من أهم مميزات التدين الإسلامي في المغرب و كثير من الدول الإفريقية جنوب الصحراء، وذلك لما تراكم في هذا المجال من رصيد تربوي أسهم- عبر التاريخ- بصورة فعالة جدا في تشكيل الوجدان الديني والسلوك الاجتماعي للمتصوفة على اختلاف طرقهم ومدارسهم وتياراتهم.
التصوف السني العملي ثابت من الثوابت الدينية المغربية، فقد ظل التفقيه في الدين في المغرب ينطلق في أصوله من العقيدة الأشعرية، وفي فروعه من فقه المذهب المالكي، وفي التصوف السني من طريقة الإمام الجنيد.
بدخول الإسلام أرض المغرب على يد الصحابة، واستقراره على يد المولى إدريس الأكبر ثم بعده المولى إدريس الأزهر، كانت إفريقيا على موعد مع طلوع شمس الإسلام عليها من بوابة المغرب بعد أن أشرق على مصر والحبشة من بوابة المشرق. وإن كان امتداده عن طريق المغرب أوسع باعتبار الدول المتعاقبة على حكم المغرب وعلاقاتها بالدول الإفريقية من جهة، ثم لكون المغرب قطبا تجاريا ومحطة عبور للقوافل التجارية المتجهة من وإلى إفريقيا من جهة أخرى.
بسم الله الرحمن الرحيم