لالة مماسة: رائدة التصوف النسائي في سوس تكسر الحواجز التقليدية
"التصوف رحلة روحية لا تعرف النوع الاجتماعي، بل تعرف صدق الطلب وصفاء القلب"
"التصوف رحلة روحية لا تعرف النوع الاجتماعي، بل تعرف صدق الطلب وصفاء القلب"
عندما تستكشف تاريخ مدينة فاس في القرن الثامن الهجري، تبرز شخصية يحيى بن أحمد السراج كأحد أبرز علمائها الذين تركوا بصمة عميقة في التراث الإسلامي المغربي. هذا العالم الذي توفي سنة 805 هجرية، استطاع أن يجمع بين العلم والعمل، وبين الفقه والتصوف بطريقة فريدة.
التصوف في المغرب له تاريخ طويل ومعقد، حيث لعب دورًا كبيرًا في تشكيل الهوية الدينية والثقافية للبلاد. يمكن تقسيم التصوف المغربي إلى عدة مراحل تاريخية، ولكل مرحلة أقطابها وشخصياتها البارزة.
إن الشيخ العالم القدوة الإمام أبا العباس أحمد التجاني رضي الله عنه، من الشخصيات الإسلامية البارزة التي طبعت زمانها والأزمنة التي بعدها، وأثرت تأثيرا ملحوظا في مجتمعاتها.
هذه قراءة موجزة في الرسائل المنسوبة لسيدنا الشيخ رضي الله عنه، الواردة في كتاب جواهر المعاني، وذلك لأهميتها ونفاستها من جهة، وللفت عناية المحبين إلى قراءتها ودراستها واستخلاص العبر والدروس منها من جهة أخرى.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
إن الشيخ التجاني رضي الله تعالى عنه وأرضاه وعنا به، ليعد مفخرة فريدة من مفاخر الإسلام، وليعتبر علما من أعلام الفكر السامق، الذي لا يضاهى في الماضي ولا في الحاضر ولا فيما يستقبل.
تعرضت لترجمة هذا الإمام عشرات المصنفات، ومناقبه ـ رضي الله عنه ـ وأحواله كثيرة، ومن أراد بسطها، فعليه بكتب أصحابه. كما نشرت عن مناقبه دراسات عديدة.
أسس سيدي أحمد التجاني طريقته الصوفية في أواخر القرن الثاني عشر (18م) ضمن اتباع السنة، ومما ميز الطريقة التجانية، الاستقامة والجد؛ فالمتتبع لحياة الشيخ رضي الله عنه، يجده لا يترك شيئا للصدفة يخطط لتنقلاته ولأسفاره، يسافر حيث يود لا حيث يتيسر.
انتقل الجد الرابع للشيخ أحمد التجاني، من عبدة بالمغرب إلى قرية عين ماضي بالمغرب الأوسط، وتزوج من تجانة فانتسب أولاده إليها، فصار يطلق عليهم التجانيون. وولد الشيخ أبو العباس أحمد التجاني، ونشأ بعين ماضي، ليعود بعد ذلك إلى المغرب طلبا للعلم ومؤسسا لطريقته التجانية، ليتوفى في فاس ويدفن بها.
هو عبد الكبير بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد ابن عبد الواحد بن عمر بن إدريس بن أحمد بن علي الملقب بـ"جبل السنة"، لاعتنائه الكبير بالسنة والحديث، حيث ختم صحيح الإمام البخاري أكثر من خمسين مرة، إضافة إلى اطلاعه الواسع على الكتب الستة في الحديث الشريف كلها، وتأليفه في هذا البحر دون غيره من الميادين
و محمد بن عبد الكبير بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الواحد بن عمر بن إدريس بن أحمد بن علي الجد الجامع، مؤسس الطريقة الأحمدية الكتانية
تعد الطريقة القادرية من أول الطرق الصوفية التي دخلت إلى المغرب في القرن السادس الهجري/12م، ومن ثم انطلقت إلى غرب إفريقيا وشرقها عبر الصحراء المغربية، فنشطت بذلك وتفرعت عنها زوايا كثيرة بالصحراء وإفريقيا الغربية بفضل رجال مشاهير كالشيخ البكاي المتوفى في بداية القرن السادس عشر. فقد كان هذا الشيخ أول داعية قادري في الصحراء وعن طريقه دخلت الطريقة القادرية إلى بلدان افريقيا، ثم بلغت ذروتها على يد الشيخ المختار الكنتي الذي عاش بين ولاته وتمبوكتو وتوات في نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر. فصادفت دعوته إقبالا كبيرا من سائر الأوساط
أصله من القيروان، ولقي بمكة أبا بكر المطوعي، فحمل عنه تواليفه في التصوف وغيرها، واستقر أخيرا بأغمات وريكة(1)، وبها مات سنة خمس وثمانين وأربعمائة (485ه). وأهل أغمات إلى الآن يستشفون بتراب قبره. وكان من أهل العلم والفضل.
وهو الابن الأكبر لسيدنا الشيخ، أمه هي "... السيدة مبروكة ذات الحزم الشديد والرأي السديد... وكان "سيدنا الشيخ التجاني رضي الله عنه" يحبها محبة خاصة لشدة اعتنائها به، لاسيما حين رزقها الله منه الخليفة الأكبر العارف الشهير سيدنا محمد الكبير رضي الله عنه".
هو محمد المهدي بن محمد بن عبد الكبير بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الواحد بن عمر بن إدريس بن أحمد بن علي الجد الجامع
الفقيه العلامة الشهير سيدي عبد الكريم بن العربي بنيس الفاسي دارا ومنشأ وقرارا، ولد رحمه الله بالعقبة الزرقاء بمدينة فاس في شهر ذي القعدة الحرام سنة 1267هـ.
العلامة الفقيه العارف بالله القدوة الشريف الجليل سيدي محمد بن محمد بن المشري الحسني السائحي السباعي، مؤلف كتاب الجامع لما افترق من درر العلوم الفائضة من بحار القطب المكتوم، فهو رحمه الله من قرية تكرت بناحية قسنطينة، شرق بلاد الجزائر، التقى بالشيخ أبي العباس التجاني رضي الله عنه بتلمسان عام 1188هـ ولقنه الطريقة الخلوتية، وبذلك كان أول من اجتمع به من خاصة أصحابه الكرام.
عملت عدة عوامل على إبقاء أبناء الشيخ أحمد التجاني تحت الظلال والحجب الكثيفة التي حالت دون التعرف عليهم عن كثب، وتسليط الأضواء على شخصياتهم بشكل يشفي غليل المتطلع إلى معرفتهم عن كثب.
العلامة سيدي عبد السلام بن الحسن بن أحمد بن محمد فتحا البناني، فقيه، محدث، صوفي، من أعلام الطريقة الأحمدية التجانية بفاس، ولد بالمدينة المذكورة عام 1270هـ، وبها تلقى العلم والمعرفة عن جماعة من خيرة الفقهاء، منهم عمه سيدي أحمد بناني كلا، ومولاي محمد فتحا بن عبد الرحمان العلوي المدغري، وسيدي حميد بناني، ومولاي عبد المالك الضرير العلوي، وسيدي محمد المقري القرشي المعروف بالزمخشري، وسيدي الحاج محمد بن المدني كنون وغيرهم.
يشترط في المقدم في الطريقة التجانية أن يتخلق بمكارم الأخلاق، و يتحلى بمحاسن الآداب، وحسن المعاشرة مع الإخوان، وقد جمع سيدنا رضي الله عنه أهم ما يجب على المقدم أن يتصف به من ذلك في وصيته للمقدمين.
الولي الصالح العلامة الشهير سيدي العربي بن إدريس بن محمد بن العربي بن عمر العلمي اللحياني، ولد بمدينة فاس، ومنها انتقل لقبيلة زرهون، فاستقر بقرية موساوة، وبها لقي الله تعالى في ليلة السبت 15 جمادى الثانية عام 1320هـ، وشيوخه في العلم كثيرون منهم: أبو عبد الله سيدي محمد بدر الدين الحمومي، وسيدي محمد الأمين الزيزي الحسني العلوي، وأبو الحسن سيدي علي التسولي، وسيدي علي المريني، وسيدي محمد بن عبد الرحمان الفيلالي الحجرتي، وسيدي محمد الطالب بن حمدون بن الحاج، وسيدي أبو بكر بن كيران، وسيدي الحاج الطالب بن عبد الرحمان السراج، وسيدي إدريس بن عبد الله
مما لا شك فيه أن بيت آل أمغار بيت مبارك أنجب أعلاما وأئمة ساهموا بحظ وافر في نشر العلم والصلاح ببلدنا الطيب. وقد مر معنا في سلسلة “علماء وصلحاء” الحديث عن مؤسس رباط تيط الشيخ أبو عبد الله أمغار، الذي قال ابن عبد العظيم الأزموري في كتابه المخطوط “بهجة الناظرين وأنس العارفين” (الخزانة العامة بالرباط تحت رقم: 3770): “أن شهرة أبي عبد الله أمغار الذي خلف والده أبا جعفر إسحاق على القيادة الدينية لمجتمع آزمور قد امتدت من الإسكندرية إلى السوس الأقصى، كما امتدت من حيث الزمان على طول فترات حكم كل من يوسف ابن تاشفين وابنه علي الذي كان يعتبر أبا…
يعد الحاج عبد الوهاب بنيس الفاسي، من خاصة أصحاب الشيخ أبي العباس التجاني رضي الله عنه، كان ضريرا، وقال يوما للشيخ: يا سيدي، التلاميذ يرونك وأنا لا أراك، فقال له الشيخ رضي الله عنه: إن عبد الله بن أم مكثوم كان من أكابر الصحابة وهو لا يرى النبي صلى الله عليه وسلم.