الباحث والمحقق عبد الحي اليملاحي في ذمة الله

أضيف بتاريخ 08/23/2021
هسبريس - وائل بورشاشن


رحل عن دنيا الناس الأستاذ بالتعليم العتيق بطنجة الباحث والمحقق عبد الحي اليملاحي، بعد مسار سعى فيه إلى تحقيق مجموعة من مكنونات الخزانة العلمية المغربية.

ومن بين الإسهامات المعرفية للفقيد، كتاب “المختصر المفيد لتحفة المريد على جوهرة التوحيد” الذي انطلق فيه من “أرجوزة اللقاني وحاشية البيجوري عليها”، وجدد في التصنيف والإخراج، ليجمع في هذا المؤلف بين “قديم وجديد، مختصرا عصريا، سائغا للقراءة، وسهلا للتحصيل منه والإفادة”.

كما حقق وقدم الباحث الراحل كتابا صدر بعنوان “الجامع لجمل من الفوائد والمنافع” للفقيه أحمد زروق، كان قد جمع فيه “خلاصة علم السلوك”، أي التصوف، و”الأخلاق، المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما عم نفعه وقل رسمه”.

وسبق للفقيد أن حقق أيضا “سلوك الطريق الوارية، في الشيخ والمريد والزاوية” لأبي عبد الله محمد المنالي الزبادي الفاسي، وصدره بمقدمة، من بين ما تضمنته، حديث عن الكتابة الصوفية في القرنين 12 و13 الهجريين.

وكان الفقيد من الساعين إلى الإسهام في “الحركة العلمية الخاصة بتحقيق التراث بالمغرب وإخراجه (…) خاصة في مجال (الفكر الديني)”، بعد الصعوبات التي عانى منها في وقت سابق، مع كثرة الكتب المخطوطة التي لم تحقق وتطبع بعد، عند إعداده الأطروحة التي نال بها شهادة الدكتوراه.

ومن بين ما كتبه الفقيد حول مقصده هذا: “تمنيت لو أتى يوم قريب ويكون جميع (التراث العلمي بالمغرب) محققا ومخرجا للناس، باحثين وقراء، حتى لا يضيعَ بين الرفوف وتأكله الأرَضة، ويضيع على الخلَف كنز معرفي كبير، يستفاد منه في البناء الحضاري، لما للدين من أثر في نهضة الأمم وحياتها”.

المصدر