مولد ونشأة الشيخ أبي العباس أحمد التجاني رضي الله عنه

أضيف بتاريخ 04/09/2022
التجانية


انتقل الجد الرابع للشيخ أحمد التجاني، من عبدة بالمغرب إلى قرية عين ماضي بالمغرب الأوسط، وتزوج من تجانة فانتسب أولاده إليها، فصار يطلق عليهم التجانيون. وولد الشيخ أبو العباس أحمد التجاني، ونشأ بعين ماضي، ليعود بعد ذلك إلى المغرب طلبا للعلم ومؤسسا لطريقته التجانية، ليتوفى في فاس ويدفن بها. 

ولادته
ولد الشيخ سيدي أحمد التجاني عام 1150هـ الموافق لسنة 1737 ميلادية بعين ماضي: وهي قرية مشهورة من قرى الصحراء الشرقية من الجزائر، تقع في سفح جبل العمور على بعد 70 كلم غرب الأغواط، وقد اختطها "ماضي" في المائة الخامسة لأول استيلاء العرب على المغرب الأوسط، أيام العبيديين الذين كانوا أواخر المائة الثالثة من الهجرة، وتحتوي هذه القرية قديما على أكثر من خمسمائة دار.

والتجاني، نسبه إلى قبيلة معروفة يقال لها تجانة، وأهل هذه القبيلة هم أخوال سيدنا الشيخ رضي الله عنه غلبت عليه النسبة لهم، فهو قد اشتهر بأخواله كما يأتي، لأن أمه هي السيدة الفاضلة عائشة بنت أبي عبد الله سيدي محمد بن السنوسي الماضوي التجاني.

وأما قبيلته الأصلية رضي الله عنه فهي عبدة، ذلك أن أجداده وأسلافه كانوا مقيمين بالمشرق، ثم هاجر البعض منهم إلى المغرب الأقصى وسكن في عبدة القبيلة المعروفة في المغرب الأقصى، من عمالة مدينة آسفي، وهم شرفاء سباعيون حسنيون، ثم انتقل جد الشيخ الرابع، وهو سيدي محَمد بن سالم، من المغرب إلى الجزائر وسكن بعين ماضي، وتزوج من تجانة فانتسب أولاده إليها، فصار يطلق عليهم التجانيون.
فالشيخ رضي الله عنه انتسب لأخواله وبعض أجداده من أمه، كما نص عليه العلامة العارف بالله سيدي محمد بلقاسم بصري المكناسي المعروف، بين أصحاب الشيخ الذين أخذوا عنه قيد حياته، بالمقدم في تقييد خاص له في هذا المجال، وكذا نص عليه سيدي العربي ابن السائح رضي الله عنه في البغية صفحة 102.

نشأته
وقد نشأ رضي الله عنه نشأة طيبة حسنة في تربية والديه الأكرمين رضي الله عنهما، قال أبو المواهب والمرابح، مولانا العربي ابن السائح رضي الله عنه في البغية صفحة 105، لدا قول المنية:
حصل مفخر العلا حين ولد بعين ماضي ذا بفضلها شـهد
أنبته الله نبـاتا حســـنا في أرغـد العيش وأنور سنى
وكانت هذه البلدة المباركة، يعني عين ماضي محل ولادته، كما كانت أيضا محل نشأته، فأنبته الله تعالى بها نباتا حسنا في كفالة والديه الأكرمين، الجليلي القدر، العاطري الثناء، فكانا يؤدبانه بآداب السنة المطهرة ويهذبانه، ويربيانه فتربى بأسرار الشريعة وأنوار الحقيقة وبرقيانه، فتربى بينهما في عفاف وصيانة، وتقى وديانة، إلى أن قال فاستوجب بذلك الوراثة والإمامة، فلم يتقدم في عصره أحد أمامه، كما قيل:
فأصبح عين القول والقول قوله ولا أحد في الناس يبلغ قدره

وقد أطال في هذا الموضوع العلامة سيدي عبيدة الشنقيطي في اللامية، ومن ذلك قوله:
مَحــــــــمد أبا الشيـخ المعلى وأمـه كريمــة أطراف بعائشــة تجـــــلى
أبوها كريم الأصـل أعـــني محمـدا سليل السـنوسي البزدا الهمة الزجلا
بدور تقى حفت بشمـس هدى علت سمـاء العلا كانت لا في العلا مـجلا
نشأ بينهم قــــــــدما مــهابا مبــجلا على سيرة الأجـداد سيرته تكمــــلا