العقيدة الأشعرية

أضيف بتاريخ 02/18/2022
الاشعرية


لقد أدرك أهل السنة والجماعة مكانة الصحابة رضي الله عنهم، ودورهم في حفظ الشريعة، وأن الطعن فيهم مدخل لهدم الدين من الداخل، ومن ثم رأيناهم يخصصون مبحثا في آخر مؤلفاتهم العقدية لبيان عقيدة أهل السنة في الصحابة، وتدبير الخلاف الذي جرى بينهم، والدعوة إلى فهم ذلك في ضوء الشرع الحكيم، وفي نطاق استحضار قيم الاختلاف المحمود الناتج عن الاجتهاد الذي وصفوا به جميعهم

الأسلم للدين، عدم الخوض في شيء من الخلاف الذي جرى بين الصحابة رضوان الله عليهم. لأنه كما قال بعض المعتبرين: "تلك دماء طهر الله سيوفنا منها، أفلا نطهر ألسنتنا." (1)

وقد روى أبو عروة من ولد الزبير: كنا عند مالك بن أنس فذكروا رجلا ينتقص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرأ مالك قوله تعالى: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ) حتى بلغ (يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ) [الفتح : 29]: فقال مالك: "من أصبح من الناس في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصابته هذه الآية".
قال الإمام القرطبي: "لقد أحسن مالك في مقالته، وأصاب في تأويله، فمن نقص واحدا منهم أو طعن عليه في روايته فقد رد على الله رب العالمين، وأبطل شرائع المسلمين." (2).


--------------------------------------------
1 - أبكار الأفكار في أصول الدين، للإمام سيف الدين الآمدي5/295
2 - الجامع لأحكام القرآن، للإمام أبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي 16/283 راجعه وضبطه وعلق عليه الدكتور محمد بن ابراهيم الحفناوي، طبعة دار الحديث القاهرةالطبعة الثانية 1996.