الإيجابية الإنتاجية

أضيف بتاريخ 03/10/2023
بوابة أقطاب


والمقصود بالإيجابية الإنتاجية المشاركة الفعالة في بناء المجتمع، والانخراط الصادق في تمتين نسيجه الاجتماعي. وإنما يكون هذا عندما تتعلق القلوب بحب ذلك المجتمع. وبما سلف ذكره من منهجية وعظية تتعرف الأجيال على بلادها ووطنها تعرفا ذوقيا. أعني أنها تتذوق حلاوةَ أنَّ لها وطنا

وهو وطن لا كالأوطان! فهذا المعنى قد يغيب عن بعض الناس. فالواعظ عليه أن يقوم بتذويق معنى المواطنة والوطنية للمؤمنين؛ إذ الخطاب الوعظي وحده هو الأقدر على هذه المهمة؛ لأن المعاني الروحية والمواجيد الذوقية التي تؤطر المفاهيم الوطنية إنما هي مشاعر وأحاسيس. والأقدر على توجيهها وتنميتها إنما هو الدين والتدين، بما هو مواجيد وأذواق.

وبذلك يشعر الإنسان شعورا تعبديا بأنه مسؤول عن هذا الوطن؛ فتنشأ لديه الغيرة الوطنية، ويبادر إلى المشاركة الفعالة الصادقة، في بناء البلاد والعباد، والإخلاص والتضحية في سبيل ذلك كله. وبذلك تختفي - بإذن الله - كثير من الظواهر المرضية، المشعرة باليأس والقنوط، أو التي تغلق باب الأمل في وجه الشباب؛ مما قد يجر إلى الأمراض الاجتماعية، والأزمات النفسية، التي تفرز شرائح من الناس تتنكر لهذا الوطن وقيمه، وتنعزل عن مسيرته التنموية والإصلاحية. فيؤول أمرها إلى نوع من (الخوارجية) الشاذة المقلقة!

فالخطاب الوعظي الصادق الذي يستلهم المقاصد الوطنية؛ هو أكبر علاج لمثل تلك الأمراض، وهو قبل ذلك ينتج نفسية متفتحة، قابلة للحوار، والأخذ والعطاء، مؤمنة بوطنها، مشاركة - بصورة فعالة - في بنائه. وهو ما سميناه بـ"النفسية الاستيعابية" في التربية الوطنية