رسالة وزير الأوقاف المغربي تعيد الجدل حول خلافة الزاوية البوتشيشية

أضيفت بتاريخ 09/12/2025
منصة أقطاب


أحدثت رسالة جديدة صادرة عن وزير الشؤون الإسلامية أحمد التوفيق زخماً جديداً في نقاشات الخلافة داخل الزاوية القادرية البوتشيشية، إحدى أبرز الطرق الصوفية في المغرب. الرسالة المؤرخة في أبريل 2024، والتي كُشف عنها مؤخراً، بدت بمثابة مراجعة وتحول واضح عن التحفظات السابقة التي سبق أن عبّر عنها الوزير في رسائل عام 2022 بخصوص أهلية سيدي منير لخلافة والده الراحل، الشيخ جمال، الذي وافته المنية في أغسطس الماضي. إذ جاء في هذه الرسالة تأكيد الوزير أنه التقى بسيدي منير وأن المخاوف التي راودته في السابق قد تلاشت، مشدداً على أن مسألة تعيين الخليفة تبقى من صلاحيات الشيخ وحده ولا تتأثر بالضغوط الخارجية.

خلفية الرسالة تعود إلى توترات طفت على السطح عقب وفاة الشيخ جمال، حيث سارع شقيقه الأصغر سيدي معاذ إلى إعلان رغبته في تولي المشيخة، رغم أن وصايا العائلة كانت تشير إلى أحقية سيدي منير. وقد تسببت رسائل التوفيق السابقة، والتي استندت إلى هواجس من الانقسامات والأهلية الروحية، في غموض المشهد وتزايد الشكوك حول شرعية الخليفة المفترض. إلا أن الرسالة الجديدة أعادت الاعتبار جزئياً لسيدي منير ورسخت فكرة أن مستقبل الزاوية وحسم الخلافة يظل شأناً داخلياً.

تبقى الخلافات قائمة بين أبناء الشيخ الراحل، ما يفرض على سيدي منير العمل على توطيد موقعه داخل العائلة واحتواء الشكوك، تزامناً مع محورية الزاوية التي يتجاوز تأثيرها الجانب الروحي ليشمل أبعاداً اجتماعية ودبلوماسية سواء في المغرب أو لدى آلاف الأتباع في الخارج. الرسالة الوزارية الأخيرة، رغم طابعها التطميني، لم تضع حتى الآن نهاية نهائية لمسلسل الخلافة داخل هذه الزاوية المؤثرة.