التصوف المغربي في مواجهة تحديات العصر: دعوة للسلام وتأسيس اتحاد عالمي لأهل التربية

أضيفت بتاريخ 08/15/2025
منصة أقطاب


شهدت مدينة فاس انعقاد الدورة الخامسة للمؤتمر العالمي للتصوف تحت شعار "منهج التزكية: بناء للإنسان وحماية للأوطان"، والذي نظمه المركز الأكاديمي الدولي للدراسات الصوفية والجمالية. تميز الحدث بحضور نخبة من العلماء والمشايخ والدكاترة من أكثر من ثلاثين دولة، ممثلين مختلف القارات، وذلك بهدف إبراز النموذج المغربي في تعزيز الإسلام المعتدل والتصدي للتطرف.

ناقش المشاركون خلال جلسات المؤتمر قضايا متنوعة، من بينها دور التصوف في بناء المواطنة الفاعلة، وخدمة الإسلام، وتزكية النفس الإنسانية، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أهمية التوازن بين البعد المادي والروحي في حياة الفرد والمجتمع. كما تناولت الجلسات مواضيع متقدمة مثل التصوف في ضوء التحليل النفسي السريري، وإسهام الزوايا في التنمية السوسيو-اقتصادية للمغرب، ودور إمارة المؤمنين في الحفاظ على الأمن الروحي وثوابت الأمة.

اختُتمت أشغال المؤتمر بعدد من التوصيات الجوهرية، أهمها الدعوة إلى السلام العالمي وتعزيز حقيقة الإسلام القائمة على بناء الإنسان عبر منهج التزكية، وتأسيس اتحاد عالمي لأهل التربية والسلوك لضم الطرق والأكاديميات الصوفية، بالإضافة إلى المطالبة باعتماد منهج التزكية في المناهج التربوية لضمان جيل يعي أهمية التزكية كركيزة لحماية الأوطان والرقي بالأمة على المستويات الاجتماعية والاقتصادية.

كما أكد المشاركون على ضرورة تجديد منهج السلوك والتزكية بما يتواكب مع تحديات المجتمع المعاصر، وتصفية التصوف من الشوائب لضمان مرجعيته الشاملة للجميع، بالإضافة إلى تكريم شخصيات صوفية بارزة على الصعيدين الوطني والدولي.

حظيت المرأة بحضور متميز في المؤتمر، حيث تمت الإشادة بدورها التاريخي والمعاصر في نشر القيم الروحية وإنتاج المعرفة، تأكيدًا على أن التصوف ينبني على الروح دون تمييز بين الجنسين، مع التأكيد على دور الأم المحوري في تربية الأجيال وغرس قيم السلام والمحبة.

يؤكد هذا المؤتمر مرة أخرى أهمية التصوف المغربي كنموذج في ترسيخ قيم الاعتدال، الحوار، والسلم، وكحصن أيديولوجي في مواجهة التطرف، مع دعوته إلى تعميق منهج التزكية في البناء الحضاري والإصلاح الاجتماعي للأمة، مشددًا على دور العلماء والصوفية في نشر الأخلاق والتسامح والتعايش الإنساني.