صدر عن مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية التابع للرابطة المحمدية للعلماء بتطوان خلال الموسم الحالي ثلاثة أعمال في باب العقيدة والتصوف.
الأول بعنوان “العقيدة البرهانية لعثمان السلالجي الفاسي (ت.574هـ) ونظمها لعبد الله الهبطي الغماري الطنجي (ت.963هـ)”، وهو طبعة جديدة وتوثيق لنصين أشعريين متعلقين بـنص «العقيدة البرهانية» لأبي عمرو عثمان السلالجي الفاسي (ت.574هـ) المتكلم والصوفي المغربي، والذي يعتبر متنا من المتون التي رسمت لنفسها تاريخا شامخا بين المختصرات العقدية بالمغرب والمشرق الإسلاميين، ونقشت بتأثيرها العقدي وبأشعريتها المركزة في عقول وقلوب المؤمنين عبر قرون طويلة من تاريخ الإسلام.
وقد تضمن الكتاب تعريفا بأبي عمرو السلالجي وبعقيدته المسماة بالبرهانية وشروحها ومختصراتها وأنظامها، ثم تحقيقا لنصها من جملة من المخطوطات، وضم كذلك نظما لهذه العقيدة، من عمل العالم العابد أبي محمد عبد الله الهبطي (ت.963هـ)، تم العثور عليه مؤخرا، لينضاف إلى جملة الأعمال والشروح والأنظام الموضوعة على برهانية السلالجي.
أما الإصدار الثاني فحيمل عنوان “العقيدة والتصوف في فكر الشيخ أحمد بن عجيبة”، وهو تنزيل لأعمال اليوم الدراسي المنظم من طرف الرابطة المحمدية للعلماء (مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية) ونقابة الشرفاء العجيبيين، المنعقد يوم الخميس 26 شعبان 1440هـ الموافق لـ 2 ماي 2019م، بالإضافة إلى ملحق بأعمال اليوم الثاني الخاص بجلسة روحية بمقام الشيخ ابن عجيبة بالزميج، والتي تضمنت مداخلات في جانب أعمال ابن عجيبة الروحية.
وكان الهدف المتغيى من هذا اليوم الدراسي الوقوف على المساحة التي شغلها التصوف من جملة علوم الإسلام المتنوعة؛ باعتبار أن التراث الإسلامي لهذه الأمة كل لا يتبعض ونسيج لا يتجزأ، تنصرم فيه المذاهب الفقهية بالمدارس الكلامية، وتتكامل فيه مناهج الاعتقاد مع مسالك التخلق ومنازل التصوف، وذلك في شخص الشيخ أحمد بنعجيبة (ت.1224هـ/1862م). والذي يكفيه عزًّا أنه أخرج للناس تفسيرًا مبينـًا للحكم العطائية، وشرَح الأنظام والمتون والصلوات التي ابتهل بها المغاربة إلى ربّهم عبر تاريخهم الروحي، وتفسيره الكبير للقرآن الكريم.
فيما يتعلق الإصدار الثالث بمؤلف “عَقِيدَةُ الطَّرَابُلْسِيِّ لأبي الحسن علي بن سعيد الطَّرَابُلْسِيّ، تقديم وتحقيق: الدكتور خالد زَهْري”، وهو كتاب يتغيى إبراز وجه من وجوه الاعتناء بالعقيدة الأشعرية في الغرب الإسلامي، قام به واحد من علماء التوحيد بالمنطقة، وأملى فيه عقيدة جُعلت بيانا للمذهب الكلامي السني، وكرّاسة للتلاميذ، وكُتب لها الظهور والانتشار. وتعتبر هذه العقيدة المتوسطة الحجم، عقيدة مركَّزة؛ بناها مؤلفها على البراهين العقلية؛ وتوجه فيها هو ـ أو من أملاها نيابة عنه ـ بوجيه الحجة، مع القصد في العبارة والوجازة في الاستدلال. وقد تضمن الكتاب إلى جانب متن العقيدة المملاة، في قسم الدراسة على ترجمة للمؤلف، مع التركيز على البحث في مذهبيته الأشعرية.