قصر أسا عبر التاريخ

أضيف بتاريخ 10/01/2020
guelmim.ma - أحبكا الوافي

يتحدث الرحالة والمستكشفون اليونان والرومان أمثال حانون وسلاكس وسالوست عن جغرافية منطقة الصحراء وبالأخص منطقة درعة السفلى: أسا، فقدموا معطيات عن الشعوب التي كانت تسكنها كالكيتول والكراتيت، عن عاداتهم وثقافتهم.

يتحدث Gattefossé في مقالته ''يهود ومسيحي درعة قبل الإسلام" عن المجموعات البشرية التي سكنت المنطقة والتي قدمت إليها جراء الهجرات المتلاحقة نحو المنطقة من الحبشة/إثيوبيا، كما قام بتفصيل طبيعة العلاقات الإجتماعية والسياسية التي حكمت بين سكانها.

تسمى منطقة درعة السفلى (من أسا إلى مصب نهر درعة) بـ: بلاد الجريد، وتحدث سوني وفولي وبيسون عن الشعوب التي تسكن هذه المنطقة: اللغة (الحسانية)، السكان (الصحراويين)...

توجد على ضفاف درعة مدينة تسمى تيشيت Tissit، ولقد أوردها الوزان ومارمول كربخال، كما توجد موطنة على خريطة أورتوليوس Ortelius لسنة 1576، والتي تبرز أن هذه المنطقة تسمى ببلاد تيشيت أو تيشيط، وهو نبات توجود بكثرة بالمنطقة، والملاحظ أن اغلب التاويلات تذهب إلى أن مدينة تيشيط هي أسا الحالية. كما تتحدث بعض المصادر عن المكتبة التي تتوفر عليها هذه مدينة: تيشيط.

تشير الدراسات التي تتحدث عن منطقة أسا أن ساكنيها كانوا يسمون إداوقيس (البربوشي في رسالة الانوار) والذين كانوا يسكنون أدروم (غرب أسا حاليا).

أولى الوافدين على أسا كان سيدي محمد الشبكي دفين تاكردات (توفي حوالي 132 هجرية).

يشير البربوشي إلى رباط إنفكن التي كان قائما بالمنطقة (المنطقة التي يوجد بها ضريح سيدي صالح، طريق فم الحصن)، والذي يعود إلى فترة المرابطين.

أولى الأسر الوافدة على أسا كانوا إداومستر أبناء سيدي يعقوب (أهل حموأعلى، أهل مسعيد وأسعيد وأهل بوجمعة أومسعود) وأبناء عمومتهم أنفاليس أبناء سيدي علي، والذين بنوا مسجدا بقصر أسا الحالي كما بنوا دورا لهم مازالت قائمة حتى الأن.

إستقر بأسا عزى وأهدى القادم من مراكش والذي بنى منزلا بالمكان المسمى حاليا "الخربة"، التي تم هدمها حوالي 1800. والذي أحيى رباط الجهاد القديم.

شكل أبناء سيدي يعقوب وأبناء عمومتهم أنفاليس النواة الأولى لقبائل أيتوسى بأسا، والتي إتسعت لتصبح إحدى عشر قبيلة. والتي أحيت رباط الجهاد ضد الإسبان في معركة سانتا كروز بمصب درعة سنة 1524.

يصف مارمول كاربخال  أسا التي زارها سنة 1573 رفقة السلطان محمد الشيخ السعدي الذي كان في طريقه إلى وادان، تحدث عن سكانها وعاداتهم وفلاحتهم...، كما تحدث عن القلعة (قرب الرادار حاليا) التي بناها الأمير لحماية أسا والثغور والمدن الداخلية من هجمات الأعراب.

ينقسم قصر أسا إلى جزئين: الفوقاني لقبائل إداومليل، والتحتاني لقبائل إداونكيت.

تضبط العلاقة الإجتماعية لأسا وأيتوسى قوانين أيت الأربعين، كما يوجد قانون يضبط الماء بالواحة وكذلك قانون يضبط العلاقات بالقصر والواحة وخصوصا الأماكن التي يوجد بها إستغلال إقتصادي.

لا تشير أية دراسة إلى بداية بناء قصر أسا، إلا أن أغلب الظن أنه بدأ البناء فيه بقدوم أول الأسر إلى أسا، حيث أن الإستقرار قبل ذلك كان بجانب عين تاكردات، بدليل وجود ضريح سيدي محمد الشبكي والمقبرة الكبيرة بجانب الضريح. والخربة التي هي مسكن عزى وأهدى.

سكن قصر أسا إلى جانب قبائل أيتوسى مجموعة بشرية قدمت بهدف العمل بالواحة لدى قبائل أيتوسى (تخماست: أعمال الحرث بالخمس) وتتحدث Du Puigadeau عن واحة أسا وخماسين سادة أسا les Notables سواء لدى إداومليل أو إداومنكيت. أو الذين قدموا بهدف تدريس القران بزاوية أسا: أهراريس، الصغير، أحشوش...، والذين قدموا من الشرك ودرعة العليا (تسينت ومغيمية).

كل الكتابات الكولونيالية تعتبر أن أسا وسكانها قبائل أيتوسى صحراويون ويتحدثون اللغة الحسانية: مارتي، دولاشابيل، دوفرست، جاك موني، وغيرهم.

المصدر