أطلقت جمعية مولاي عبد السلام بن مشيش تحذيرات قوية من تصاعد محاولات تشويه الصورة الحقيقية للتصوف المغربي، مؤكدة أنّ بعض الأطراف تحاول استغلال الخلافات الداخلية بين الزوايا الصوفية لتقديم نموذج مشوه عن التصوف الوطني، بينما يتغافلون عن قيم المحبة والتعايش والاعتدال التي ميزت التصوف المغربي عبر التاريخ.
وفي بيانها الأخير، شددت الجمعية على أنّ هذه التجاذبات تضر بمكانة التصوف كركيزة لهوية المغاربة الروحية ومصدر اعتزازهم الوطني والديني. وأوضحت الجمعية أن التصوف المغربي يظل مرجعية جامعة، إذ كان وما زال حصنًا منيعًا ضد تيارات الغلو والتطرف، ويقوم بدور أساسي في ترسيخ قيم التسامح والانفتاح على الآخر، في انسجام تام مع توجيهات القيادة الدينية في البلاد.
كما دعت الجمعية جميع المريدين والمنتمين للطرق الصوفية إلى تجاوز الخلافات الضيقة والعمل على تعزيز العمل المشترك لإبراز صورة التصوف الحقيقية القائمة على العلم والسلوك الحسن وخدمة الصالح العام. وحذّرت من أن أي تشويه لهذا النموذج المتميز يشكل إساءة لإرث روحي وثقافي ضارب في عمق التاريخ المغربي، ويهدد بانزلاق الشباب نحو الفكر المتشدد في غياب مرجعية روحية معتدلة.