احتفلت مدينة الحاجب بمناسبة فاتح محرم من السنة الهجرية الجديدة بتنظيم موكب "سلطان الطلبة" التقليدي، الذي شكل محطة بارزة في تقويم الحياة الاجتماعية والثقافية بالمغرب. شهدت شوارع المدينة أجواء روحانية مميزة، حيث اجتمع أبناء الحاجب من مختلف الأعمار للمشاركة في هذا الحدث الذي يعكس تمسك المجتمع المحلي بقيمه الدينية والتراثية.
تزين الأطفال بالملابس التقليدية الأصيلة، وحملوا الشموع والمصابيح، في مشهد يذكر الأجيال الجديدة بأهمية العلم والانضباط، ويرسخ في نفوسهم قيم الانتماء للوطن والاعتزاز بالهوية المغربية. ردد المشاركون الأناشيد الدينية والوطنية، فيما تخللت الاحتفالات كلمات تذكيرية حول فضل بداية العام الهجري، وأهمية تجديد العهد مع قيم التعلم والاجتهاد.
أكد عدد من الحاضرين أن موكب "سلطان الطلبة" يعتبر مناسبة سنوية لتجديد الروابط بين الأجيال، وتعزيز التماسك المجتمعي، كما أنه فرصة لتعريف الأطفال بتراثهم وتاريخهم، وزرع روح الفخر والاعتزاز في قلوبهم. وبدورها، ساهمت الأسر والمؤسسات التعليمية في إنجاح هذه الاحتفالات، عبر تشجيع الأطفال على المشاركة الفعالة، وتقديم الدعم المعنوي واللوجستي اللازمين.
تأتي هذه الاحتفالات في إطار الجهود المتواصلة للحفاظ على التراث المغربي الأصيل، وتوثيق الصلة بين الماضي والحاضر، مما يجعل من موكب "سلطان الطلبة" علامة فارقة في مسيرة المجتمع المحلي، وشاهدا على تمسك المغاربة بهويتهم الثقافية والدينية في ظل التحديات المعاصرة.