ملتقى قرآني بالخميسات يبرز عناية قبائل زعير بالقرآن

أضيف بتاريخ 12/09/2025
دار سُبْحة


احتضنت مدينة الخميسات الملتقى القرآني الأول لطلبة قبائل زعير تحت شعار يضع القرآن الكريم في قلب التاريخ والواقع والآفاق، بتنظيم من المجلس العلمي الجهوي لجهة الرباط سلا القنيطرة وتنسيق مع المجلس العلمي المحلي بالخميسات، وبشراكة مع المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية والوحدة الإدارية لمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للقيمين الدينيين.

عرف الملتقى تقديم أوراق علمية تسلط الضوء على مكانة القرآن في الحياة العامة لسكان زعير، من بينها مداخلة للدكتور عبد الفتاح الفريسي حول جهود الملوك العلويين في خدمة القرآن، مع التركيز على تجربة السلطان سيدي محمد بن عبد الله. توقفت الورقة عند إصلاحات تعليمية وتشريعية رسخت حضور الكتاب العزيز في المدرسة والمجتمع، واستندت إلى كتابه التربوي “مواهب المنان فيما يتأكد على المعلمين تعليمه للصبيان”.

قدّم المتدخل قراءة في اهتمام السلطان بالعلم والعلماء وحرصه على النهوض بمهنة التعليم والعناية بالمعلمين والطلبة، إلى جانب تنظيم مؤسسات العدالة والتعليم، وخاصة ما ارتبط بجامع القرويين وتقاليد التحصيل فيه. ودعا إلى الجمع بين حفظ القرآن وفهم معانيه وأحكامه، والعودة إلى الأصول المعرفية بدل الارتهان للمختصرات، بما يعيد للتكوين الشرعي اتزانه وفاعليته.

وربطت المداخلة بين هذا المسار التاريخي واستمراره الراهن في عهد الملك محمد السادس، عبر مشاريع هيكلية لتحديث التعليم العتيق، وتحفيز الكفاءات القرآنية، وتثمين جهود المجالس العلمية في مواكبة التحولات الثقافية.

وختمت المداخلة بالتنبيه إلى أن ترسيخ هدوء معرفي في تدبير الشأن القرآني يمر عبر استعادة الأسس الأصيلة في التخطيط التربوي، واستحضار تحديات الهوية والانفتاح، وبناء رؤية تنموية منسجمة مع الثوابت المغربية، بما يضمن استدامة خدمة القرآن في الخميسات ومجال زعير وكل ربوع البلاد.