يطرح المقال "حين يغيب التصوف المؤسسي.. من يملأ الفراغ الروحي في المغرب؟" إشكالية الفراغ الروحي في المغرب في ظل غياب تصوف مؤسسي فعال، رغم اعتبار التصوف السني أحد الثوابت الدينية الرئيسية للمملكة إلى جانب المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية. يشير الكاتب إلى أنّ القرن الحادي والعشرين أتى بتبدلات أثرت ليس فقط على السياسة والاقتصاد، بل أعادت كذلك تساؤل "من يؤطر الروح؟"، حيثُ يبرز دور الزوايا التقليدية والمبادرات الفردية والحزبية في سد الفراغ التربوي والروحي بدل المؤسسات الرسمية.
وفق المصدر ذاته، فإن الإحسان كقيمة مركزية في الإسلام ومشروع إمارة المؤمنين، يُفترض أن يُفعّل في بعديه التعبدي والاجتماعي ليشمل تربية النفس، والعدالة، والرعاية الاجتماعية، لا أن يختزل في الخطاب أو التنظيم الإداري فقط. ورغم تبني الدولة خطاب التصوف لمواجهة التطرف وتعزيز الأمن الروحي، خصوصاً في علاقاتها الإفريقية، لم يتحول هذا التبني حتى الآن إلى ممارسة مؤسساتية متكاملة. الإشراف الرسمي لا يتعدى في الغالب تنظيم بعض الزوايا الكبرى ودعم أحداث موسمية، بينما تبقى الزوايا المستقلة، مثل البودشيشية والقادرية وغيرها، هي الحاضنة الأساسية للتصوف العملي، مع غياب واضح للدور الميداني لإمارة المؤمنين في التأطير الروحي.
يتوقف المقال عند التناقض بين الخطاب الرسمي الذي يعظم من قيمة التصوف وبين واقع يفتقر إلى سياسة تربوية واجتماعية تعزز حضوره كمشروع حي، مما يترك المجال للمبادرات الفردية ـ خصوصا النسائية منها ـ لسد هذا الفراغ، وإن كان بعضها يحمل خلفيات سياسية قد تؤثر في المشهد الديني المحلي. ويخلص المقال إلى ضرورة بناء مشروع مؤسسي يعيد التوازن بين الفقه والتزكية، ويحول التصوف إلى قوة إصلاحية تربط بين الروحانية والمواطنة، بعيداً عن اختزاله في مجرد خطاب أو إرث رمزي، كما ورد في المصدر المشار إليه في الفقرة الثانية من المقال.