انتشار التصوف المغربي في إفريقيا: جسر الروح والوحدة

أضيف بتاريخ 07/25/2025
منصة أقطاب


يُشكّل التصوف المغربي إحدى الركائز الروحية المميزة في العالم الإسلامي، حيث يجمع بين عمق الإيمان ونقاء الروح والانفتاح على الآخر. من قلب المغرب، حيث تتجذر الزوايا والطرق الصوفية، انتشرت تعاليم المحبة والسلم إلى أعماق إفريقيا، مكوّنةً روابط عابرة للحدود واللغات.

يعتمد التصوف المغربي على البحث عن المعنى الحقيقي للحياة من خلال تزكية النفس وتطهير القلب، وهو ما جذب قلوب الشعوب على مر العصور. فالزوايا المنتشرة من فاس إلى قرى أفريقيا الغربية، تحولت لمراكز إشعاع ديني وثقافي، وربطت بين القبائل والأعراق ووفرت ملاذًا للسلام والتسامح في زمن النزاعات.

طريق التيجانية، المنبثقة من إشراقات الشيخ أحمد التيجاني في فاس، مثلت نموذجًا فريدًا في دمج العقيدة الروحية بالبعد الاجتماعي؛ عززت النشاط العلمي والتجاري وساهمت في ترسيخ قيم التعايش، خاصة في السنغال ومالي ونيجيريا. كما كان للمرأة حضورها الملموس داخل بعض الفروع والتي عملت على نشر التعليم الديني بين الإناث، في صورة تجاوزت السياق التقليدي.

اليوم، يبقى التصوف المغربي—برغم التحديات التي يفرضها الفكر المتشدد—ملاذًا للهويات المتعددة، ومنبرًا للحوار ومصدرًا للمصالحة داخل المجتمعات الأفريقية. إنه نموذج روحي استطاع أن يصمد أمام تعدد الرؤى والتيارات بفضل بساطة تعاليمه وعمقها: رسالة تجمع بين الإخلاص للذات والانفتاح على الجميع؛ سرٌّ جعل من التصوف المغربي جسراً للسلام والوحدة عبر القارة الأفريقية.