العمران والتجديد: دراسة أنثربولوجية في مجال أبي يعزى

أضيف بتاريخ 04/04/2025
منصة أقطاب

تكشف الدراسة الأنثربولوجية لمجال أبي يعزى عن نموذج فريد في التفاعل بين البيئة والقداسة في المغرب. فقد شكل هذا المجال، المعروف اليوم بمولاي بوعزة، مختبراً حياً للعلاقة بين الإنسان والمجال، وتحول الفضاء من الخلاء إلى العمران.



تستند هذه الدراسة إلى مقاربة منهجية تجمع بين البحث الميداني والتحليل الأنثربولوجي، مع استثمار المصادر التاريخية والروايات الشفوية. وقد كشف البحث عن ثلاثة أبعاد رئيسية في علاقة أبي يعزى بمجاله: البعد البيئي، والبعد العمراني، والبعد الروحي.

في البعد البيئي، برزت معرفة أبي يعزى العميقة بالنباتات وخصائصها, وتفاعله مع البيئة المحلية. أما في البعد العمراني، فقد تجلى دوره في تحويل المجال من فضاء قاحل إلى مركز إشعاع روحي وعلمي، تجسد في الزاوية التي أسسها. وفي البعد الروحي، شكل المجال فضاء للتجربة الصوفية المتميزة.



يكشف تتبع التطور التاريخي للمجال عن تحولات عميقة في بنيته وأدواره. فمن مجرد خلوة صوفية، تحول إلى مركز ديني وثقافي استقطب العلماء والمريدين من مختلف المناطق. وقد ساهم في هذا التحول عوامل متعددة، أبرزها الدور المحوري للزاوية في نشر العلم والمعرفة.

تقترح الدراسة رؤية مستقبلية لتطوير المجال، تقوم على استثمار موروثه التاريخي والروحي في مشاريع تنموية متكاملة. وتشمل هذه المشاريع إحياء البستنة التقليدية، وترميم المعالم التاريخية، وإنشاء متحف محلي يوثق تاريخ المنطقة وتراثها.