المدرسة المغربية في التصوف: أبو العباس السبتي نموذجاً
المدرسة المغربية في التصوف: أبو العباس السبتي نموذجاً
منصة أقطابمنصة أقطاب
, أكتوبر 10 2025
00:00
20:16

تميزت المدرسة المغربية في التصوف منذ نشأتها بخصوصية فريدة، حيث نجحت في تحويل التصوف من حالة الانعزال إلى المشاركة الفعالة في المجتمع. وتجلى هذا التميز بوضوح في شخصية أبي العباس أحمد بن جعفر الخزرجي السبتي، أحد أبرز رموز التصوف المغربي.

عُرف أبو العباس السبتي، المولود في مدينة سبتة والمتوفى بمراكش، بمنهجه الفريد في ربط التصوف بالحياة العملية. وقد اعتكف في جبل جليز قرب مراكش لمدة أربعين عاماً، قبل أن ينتقل إلى المدينة بدعوة من السلطان يعقوب المنصور الموحدي.

تميز منهجه بثلاثة مبادئ أساسية في الصدقة:

  • المشاطرة: وهي المشاركة الفعلية مع المحتاجين
  • الإحسان: وهو العطاء بنية خالصة
  • شكر النعمة: وهو الاعتراف بفضل الله تعالى

وقد ترك السبتي أثراً عميقاً في المجتمع المغربي، يتجلى حتى يومنا هذا في تقليد "العباسية"، وهو احتفال يقام عند افتتاح مشروع جديد أو شراء منزل، حيث يتم إطعام الفقراء والمحتاجين. كما ساهم في ترسيخ نظام الأوقاف في المغرب، حتى أصبحت مدينة مراكش من أكثر المدن المغربية أوقافاً.

ويعد أبو العباس السبتي نموذجاً فريداً للتصوف المغربي الذي يجمع بين الزهد والمشاركة المجتمعية، فقد كان يربط حتى تدريس الرياضيات بحساب الزكاة والصدقات. وكما قال عنه ابن رشد: "هذا رجل مذهبه أن الوجود ينفعل بالجود"، في إشارة إلى فلسفته القائمة على ربط الوجود الإنساني بالعطاء والكرم.

المصدر: برنامج تاريخ المغرب - ميدي 1، تقديم محمد الغول