ما قصة الزاوية البودشيشية في المغرب؟
ما قصة الزاوية البودشيشية في المغرب؟
منصة أقطابمنصة أقطاب
, أكتوبر 15 2025
00:00
28:00

يتناول بودكاست «يستحق الانتباه» من **بي بي سي نيوز عربي** موضوع **الزاوية القادرية البوتشيشية** بالمغرب، خاصة بعد وفاة شيخها **جمال الدين القادري البوتشيشي** وما تداولته وسائل الإعلام بشأن خلافة أبنائه، وما أثاره ذلك من تساؤلات حول مستقبلها.  

استضافت الإعلامية **إيناس عبد الوهاب** في هذه الحلقة الدكتور **محمد المصطفى عزام**، الأستاذ بكلية الآداب بجامعة محمد الخامس وعضو الزاوية، الذي تحدث عن تجربته الشخصية مع الطريقة منذ سبعينيات القرن الماضي بعد لقائه بالشيخ **سيدي حمزة** في مداغ، مقر الزاوية الرئيسي.  

وأوضح عزام أن الطريقة البوتشيشية تنتمي إلى **الطريق القادري** الذي أسسه **المولى عبد القادر الجيلاني**، وأن اسم “البوتشيشية” يُنسب إلى أحد أجداد الأسرة الذي كان يُقدّم “الدشيشة” من الشعير للمحتاجين في زمن المجاعة، فلقّب بـ “أبو دشيش”.  

وأضاف أن الطرق الصوفية في جوهرها لا تختلف كثيراً، إذ تقوم على **صحبة المريد لشيخه** وممارسة الأذكار من أجل **التزكية والتربية الروحية**، إلا أن **الطقوس** تختلف ومنها **المصافحة أو أخذ العهد** وارتداء **الخرقة** التي ترمز إلى الانتماء للطريقة. كما أكد أن العلاقة بين الشيخ والمريد قائمة على **المحبة في الله** وليست طاعةً مطلقة، لأن الشيخ الصادق لا يأمر إلا بما يوافق الشريعة، وهو بمنزلة الطبيب الذي يصف الأذكار بما يناسب حالة المريد الروحية.  

وبيّن أن الزاوية منتشرة في جميع المدن المغربية وخاصة في **الدار البيضاء والرباط وفاس ومراكش**، وأن تمويل أنشطتها يتم من داخلها عبر أعضائها وبعض المحسنين دون أي دعم خارجي. كما أوضح أن اصطلاح “فقير” الذي يُطلق على أتباع الطريقة مأخوذ من قوله تعالى: *يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله*، وهو مرادف لكلمة “مريد”.  

وبخصوص **انتقال الخلافة بين المشايخ**، أوضح أن ذلك يتم بشكل **روحي بإذن رباني**، حيث يوصي الشيخ قبل وفاته لمن يراه مأذوناً من الله، مشيراً إلى أن الشيخ جمال الدين أوصى لابنه الأكبر **سيدي مولاي منير**، إلا أن الخلافات لم تُحسم بعد رغم تداول الإعلام أخباراً عن تدخل جهات رسمية، وهو ما اعتبره الدكتور عزام قراءات خارجية لا تعبّر عن انقسام داخل الطريقة.  

أما عن **علاقة الزاوية بالسياسة**، فقد نقل عزام مقولة الشيخ سيدي حمزة بأن «السياسة والإيمان ضدان لا يجتمعان»، مؤكداً أن الزاوية ذات طابع **تربوي وروحي** ولا تتدخل في الشأن السياسي، وإن كانت تؤيد **إمارة المؤمنين والملك محمد السادس** وتدعو له. وأوضح أن موقف الزاوية المؤيد لدستور 2011 كان **وطنياً** خالصاً وليس سياسياً.  

وفيما يخص الانتقادات التي ترى أن الدولة تستخدم الزاوية للحد من انتشار الإسلام السياسي، أجاب عزام أن الطريقة لا تُستعمل لأي غرض سياسي، بل هي **مدرسة روحية تربوية** تهدف إلى تزكية النفس ومعرفة الله، وأن الانتماء إليها **اختياري** خالص لمن يرغب في سلوك طريق الصفاء الروحي.  

(المصدر: بودكاست «يستحق الانتباه» – **بي بي سي نيوز عربي**، حلقة مع الدكتور محمد المصطفى عزام.)