أزمة الخلافة في الزاوية البوتشيشية: اختبار للوحدة قبل موسم المولد

أضيفت بتاريخ 08/27/2025
منصة أقطاب


شهدت الزاوية القادرية البوتشيشية في المغرب أزمة داخلية غير مسبوقة عقب وفاة شيخها سيدي جمال في غشت 2025. فقد اندلعت خلافات حادة بين نجليه، سيدي منير وسيدي معاذ، حول من سيتولى قيادة الزاوية ذات التأثير الواسع في المغرب وخارجه.

مع وقوع الجنازة في أجواء من الحزن، تصاعدت حدة التوتر بإعلان سيدي معاذ رفضه لوصية والده التي نصت بشكل واضح على تولية أخيه الأكبر، سيدي منير، مهام القيادة. سيدي منير يتمتع بخبرة أكاديمية وإشعاع دولي، بينما يستند معاذ إلى علاقاته القوية داخل المجتمع المحلي وحنكته في إدارة شؤون الزاوية بالطريقة التقليدية.

تفاقمت الأزمة مع انقسام واضح في صفوف المريدين وانتقال الجدل إلى منصات التواصل الاجتماعي. استجابت العائلة بعقد مجلس عائلي في مدينة مداغ، حيث جدد معظم الأعضاء دعمهم للنهج التوريثي الذي يصب لصالح سيدي منير، مع اقتراح العمل بنظام قيادة تشاركي يوزع المسؤوليات بين الأقطاب الروحية والإدارية والاجتماعية، حفاظاً على الوحدة.

يسعى سيدي منير حالياً إلى طي صفحة النزاع وتعزيز وحدة الصف، فيما لا تزال جهود الوساطة جارية لإقناع سيدي معاذ بالانخراط في الحل الجماعي أو التوصل إلى تسوية تسبق موعد المولد النبوي، الحدث الروحي الأهم لدى الزاوية. في موازاة ذلك، تلتزم السلطات المغربية الحذر وتراقب مجريات الأمور دون تدخل مباشر، إدراكاً لأهمية الزاوية في المشهد الديني الوطني.