مباحث العقيدة الأشعرية: اقتران الإيمان بالعمل

أضيف بتاريخ 01/20/2023
الأشعرية


وإذا كنا نتفق مع السادة الأشاعرة على أن الإيمان هو التصديق بالقلب، بل إن أهل الإسلام جميعهم متفقون على أن مفهوم الإيمان لا يخرج عن أعمال القلب والجوارح فكيف يتم التعبير عن هذا الأمر؟ 

لا يختلف الأشاعرة في كون النطق بالشهادتين شرطا في صحة الإيمان، فإذا كان التصديق أمرا قلبيا، وهو من الأمور الخفية، فإن التدليل على ما في القلب إنما يتم بالشهادتين اللتين تشتملان على الإقرار بجملة من العقائد الإيمانية. وهذا الشرط إنما يخص غير المسلم يريد الدخول في الإسلام ابتداء. أما أبناء المسلمين فمؤمنون قطعا، وتجري عليهم الأحكام الدنيوية ولو لم ينطقوا بالشهادتين طول عمرهم، كما يجب على المؤمن بالأصالة أن يأتي بالشهادة مرة في العمر، ينوي بذكرها الوجوب، وإن ترك ذلك فهو عـاص وإيمانه صحيح.(1)

اقتران الإيمان بالعمل:

من الأمور التي يدركها المشتغل بكتاب الله تعالى ورود الإيمان مقترنا بالعمل الصالح في نحو خمسين موضعا في القرآن الكريم وهي:

1. (وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ( [البقرة : 25]
2. وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُولَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [البقرة : 82]
3. (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة : 277]

4. (وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ) [آل عمران : 57]
5. (وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ...) [النساء : 57]
6. (وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ) [النساء : 122]
7. (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزيدُهُم مِّن فَضْلِهِ ) [النساء : 173].
8. (وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) [المائدة : 9]

9. (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ إِذَا مَا اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ وَعَمِلُواْ ( [المائدة: 93]
10. (وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ( [الأعراف : 42] 11. (إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ اللّهِ حَقّاً إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ ) [يونس: 4]
12. (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ( [يونس : 9] 13. (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ) [يونس : 9]
14. (الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ) [الرعد : 29]

15. (وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ ( [إبراهيم : 23]
16. (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً) [الكهف : 30]
17. (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً) [الكهف : 107]
18. (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً) [مريم : 96]
19. (إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ) [الحج : 14]
20. (إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ) [الحج : 23]

21. (فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) [الحج : 50]
22. (فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ)[الحج : 56]
23. (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ) [الشعراء : 227]

24. (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ) [العنكبوت: 7]
25. (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ) [العنكبوت : 9]
26. (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) [العنكبوت : 58].

27. (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ) [الروم : 15]
28. (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِن فَضْلِهِ ) [الروم : 45]
29. (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ) [لقمان : 8]
30. (أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلاً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [السجدة : 19]
31. (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) [سبأ : 4]
32. (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) [فاطر : 7]

33. (وَإِنَّ كَثِيراً مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ) [ص : 24]
34. (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ) [ص : 28]
35. (وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلاً مَّا تَتَذَكَّرُونَ) [غافر : 58]
36. (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) [فصلت : 8]

37. (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الكَبِيرُ( [الشورى : 22]
38. (ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ( [الشورى : 23]
39. (وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ( [الشورى : 26]
40. (أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ) [الجاثية : 21]

41. (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ) [الجاثية: 30]
42. (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ) [محمد : 2]
43. (إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ) [محمد : 12]
44. (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) [الفتح : 29]

45. (رَّسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً) [الطلاق : 11]
46. (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) [الانشقاق : 25]
47. (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ) [البروج : 11]
48. (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) [التين : 6]
49. (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) [البينة: 7]
50. (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ )[العصر: 3]

ومن السنة النبوية الشريف:

1. باب أي الإسلام أفضل: عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قالوا يا رسول الله أي الإسلام أفضل ؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده" صحيح البخاري كتاب الإيمان حديث رقم 11
2. باب من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه: عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى اله عليه وسلم قال:" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" البخاري/ كتاب الإيمان/ حديث رقم 13.

3. باب الحياء من الإيمان عن سالم بن عبد الله عن أبيه –عبد الله بن عمر- أن رسول صلى اله عليه وسلم مر على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء، فقال صلى اله عليه وسلم دعه فإن الحياء من الإيمان" البخاري/كتاب الإيمان، حديث رقم 24. قال ابن حجر كان الحياء يمنع هذا الصحابي من استيفاء حقوقه فعاتبه أخوه على ذلك فقال له النبي صلى اله عليه وسلم "دعه" أي أتركه على هذا الخلق السني ثم زاد في ذلك ترغيبا لحكمه من الإيمان.
4. قال صلى اله عليه وسلم:" أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا" رواه الترمذي.

5. عن العباس بن عبد المطلب أنه سمع رسول الله صلى اله عليه وسلم يقول:" ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا" صحيح مسلم 2/2 باب ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا.
6. عن أبي هريرة قال، قال رسول الله صلى اله عليه وسلم:" الإيمان بضع وسبعون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان". صحيح مسلم 2/6 الحياء شعبة من الإيمان.

7. عن أنس عن النبي صلى اله عليه وسلم قال: ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان، من كان الله رسوله أحب إليهما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يَكرَه أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار". صحيح مسلم2/13 خصال الإيمان. ومعنى حلاوة الإيمان استلذاذ الطاعات وتحمل المشقات في رضي الله تعالى
8. عن أنس بن مالك عن النبي صلى اله عليه وسلم قال: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، أو قال لجاره ما يحب لنفسه". صحيح مسلم2/16 من خصال الإيمان أ، تحب لأخيك ما تحب لنفسك.

9. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى اله عليه وسلم قال:" لا يدخل الجنة من لا يَأمَنُ جارُه بوائقه". صحيح مسلم2/17 تحريم إيذاء الجار. وتأويل هذا الحديث أنه لا يدخل الجنة وقت دخول الفائزين بل يؤخر لأن مذهب أخل الحق أن من مات على التوحيد وكان مصرا على الكبائر فهو في مشيئة الله تعالى...

10. عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى اله عليه وسلم قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليُكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه" صحيح مسلم 2/18 الحث على إكرام الحار والضيف.

11. عن عبد الله بن دينار أن سمع ابن عمر يقول، قال رسوله الله صلى اله عليه وسلم: أيما امرئ قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما، إن كان كما قال وإلا رجعت عليه". صحيح مسلم 2/51 قال النووي هذا حديث مشكل، ومن التأويلات التي يقترحها أن هذا الحديث محمول على المستحل لذلك...
انطلاقا من هذه النصوص الدينية نستنتج أن العمل جزء أساس في الإيمان، وليس هناك عاقل ينكر هذه الحقيقة الواضحة الجلية.

ولكن ما هي منزلة العمل بالنسبة إلى الإيمان؟ مذهب أهل الحق أنه شرط في صحة الإيمان، وليس شطرا منه، بمعنى أنه ليس من مكونات الإيمان الماهوية، أي أنه خارج ماهية الإيمان.

وإذا كان الأمر على هذا النحو، فما هو موقف الإمام المجدد أبي الحسن الأشعري من العمل، أو بعبارة أخرى: هل الإيمان مجرد تصديق قلبي؟ وهل صحيح أن مذهب الإمام الأشعري في الإيمان أنه مجرد عقد بالقلب فقط، كما يزعم ابن حزم الأندلسي، وهو بالمناسبة من أجهل الناس بأساسيات المذهب الأشعري. (2)

بل الغريب في الأمر أن بعض المفكرين المعاصرين يعمدون إلى نقل أقاويل ابن حزم الأندلسي دون تمحيص، فيقعون في مثل ما وقع فيه ابن حزم من أحكام خاطئة. مثل ما وقع للدكتور محمد عمارة الذي يذهب على سبيل التقليد:" إلى أن فكر الإرجاء لازال حيا في ثنايا العديد من مذاهب الإسلاميين المعاصرين، وعلى الأخص في المذهب الأشعري. فالمذهب الأشعري كما يقول ابن حزم يذهبون في هذا الموضوع مذهب الجهمية أتباع الجهم."(3)

إن الإمام الأشعري الذي يصرح في كتابه " الإبانة": أن جميع أهل البدع من الجهمية والمرجئة والحرورية، أهل الزيغ فيما ابتدعوا خالفوا الكتاب والسنة، وما كان عليه صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم أجمعين وأجمعت عليه الأمة..." لا يمكن أن يكون مرجئا أو جهميا ...(4)

ومهما يكن من شيء فإن الإيمان عند الإمام الأشعري في أحد قوليه لا يخرج عن التصديق على النحو الذي سبق بيانه، وكما تشهد بذلك النصوص الدينية واللغوية... غير أن للإيمان -عند هذا الإمام العظيم- شرائع وأمارات وعلامات له تتمل في الأعمال عموما. (5)

إن الذي تؤدي إليه القراءة السليمة للفكر الأشعري هو أن أئمة هذا الفكر يهتمون بالعمل اهتمامهم بالإيمان نفسه، وكل في الأمر أنهم جعلوا العمل شرطا من شروط الإيمان، وليس شطرا، أي: جزءا من ماهية الإيمان. وعلى هذا الأساس فإن العمل في المنظومة الأشعرية شرط كمال، فمن أتى به فقد حصل الإيمان، ومن تركه فقد أخل بهذا الأصل، أي أنه مؤمن لكنه فوت على نفسه صفة الكمال.

-------------------------
1 - حاشية الدسوقي على أم البراهين، للشيخ محمد بن أحمد بن عرفة الدسوقي المالكي على أم البراهين للإمام السنوسي، ص:304، طبعة دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة الأولى 2001.
2 - الفصل في الملل والأهواء والنحل، لابن حزم الظاهري الأندلس] 2/266
3 - تيارا ت الفكر الإسلامي، د. محمد عمارة، ص: 40، طبعة دار الشروق بيروت، الطبعة الثانية 1997.
4 - الإبانة عن أصول الديانة، للإمام الأشعري، ص: 19 تحقيق د. فوقية حسين.
5 - مقالات الشيخ أبي الحسن الأشعري تأليف الإمام محمد بن الحسن بن فورك ص155 تحقيق د. أحمد عبد الرحيم السايح، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، الطبعة الأولى 2005.