العلامات الكبرى لليوم الآخر

أضيف بتاريخ 03/10/2023
الأشعرية


أخفى الله تعالى اليوم الآخر، فلا يعلم الساعة إلا هو علام الغيوب، وما ذلك إلا لحكم أرادها الله تعالى، غير أنه سبحانه، جعل لها علامات بها يعرف قرب أجلها، ومنها علامات صغرى وعلامات كبرى

إذا كان الله تعالى قد أخفى اليوم الآخر لحكمة يعلمها هو سبحانه، فقد وردت علامات دالة على وقوعه، بلغت حد التواتر، نكتفي بالإشارة إلى العلامات الكبرى منها:

ظهور الدجال
وهو شخص بعنيه جعل الله ظهوره من العلامات الكبرى على اليوم الآخر. وقد حذر منه جميع الأنبياء أممهم. وله صفات يعرفه بها جميع المؤمنين، منها أنه أعور ممسوح العينين، مكتوب بين عينيه كافر، يقرأها كل مسلم، ويقتله عيسى بن مريم عليه السلام.(1)

وقد ورد في وصف الدجال في أحاديث كثيرة بعث الله حد التواتر، منها: ما يرويه أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم :" ما بعث الله من نبي إلا أنذر قومه الأعورَ الكذابَ، إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور، مكتوب بين عينيه: كافر." (2) وعن أنس بن مالك أيضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" الدجال ممسوح العين، مكتوب بين كافر، ثم تهجاها: كـ ف ر ."(3)

ظهور ياجوج وماجوج
وهي أمة كبيرة من الناس يفاجأ بها العالم، تخرج إليه من كل حدب، تنشر الفساد والدمار في الأرض بطريقة مذهلة ومروعة.(4)

وقد أخبرنا القرآن الكريم عن هؤلاء في قوله تعالى: (حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ). [الأنبياء :96،97] .

وقوله أيضا: (قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّا وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً )[الكهف : 94،99]

ظهور دابة الأرض
وهي عبارة عن حيوان نكل، يظهر قبل الساعة، يكلم الناس ويصف كلا منهم بصفة من الإيمان أوالكفر. فيسم الكافر بوسم الكفر، ويطبع المؤمن بطابع الإيمان، وحينئذ لا تنفع نفسا إيمانها إن لم تكن آمنت من قبل.(5)
وقد ورد ذكر هذه الدابة في القرآن الكريم قال تعالى: (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ) [النمل : 82] وقد قال أهل التفسير: إن المراد بلفظ "تكلمهم" من الكلام، أي تخاطبهم، وقيل: تَكْلمُهُم، من الكلم، وهو الجراح، أي تسمهم، قاله عكرمة...(6)

طلوع الشمس من مغربها
أي ظهورها للناس طالعة من جهة المغرب وقت الصباح، بدل طلوعها من ناحية المشرق. فإذا رآها الناس آمنوا، ولكن لا ينفع حينئذ نفسا إيمانها إن لم تكن آمنت من قبل وكسبت في إيمانها خيرا ".(7)
وفي الحديث الصحيح عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت فرآها الناس أمنوا أجمعين فذاك حين لا ينتفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا."(8)

--------------------------------------------
(1) شرح جوهرة التوحيد، الباجوري ص 390.
(2) صحيح البخاري، كتاب التوحيد، حديث رقم 7408.
(3) صحيح مسلم مع شرح النووي: باب ذكر الدجال، 9/60.
(4) كبرى اليقينيات الكونية، محمد سعيد رمضان البوطي، ص:335.
(5) كبرى اليقينيات الكونية البوطي ص: 336.
(6) الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي، 13/246.
(7) كبرى اليقينيات الكونية البوطي ص:336.
(8) صحيح البخاري.