مفهوم اليوم الآخر

أضيف بتاريخ 01/20/2023
الأشعرية


يعتبر الإيمان باليوم الآخر ركنا من أركان العقيدة الإسلامية، بل هو من المكونات الأساسية لمنظومة التوحيد، لكونه يأتي في الدرجة الثانية بعد الإيمان بالله تعالى

تحدث القرآن الكريم عن اليوم الآخر في كثير من الآيات، يثني فيها على المؤمنبن بهذا اليوم، ويتوعد المكذبين به. من ذلك:

• قوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ) [البقرة : 8].

• قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة :62]. • قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ )[البقرة : 126].

• قوله تعالى: (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) [البقرة : 177].

• قوله تعالى: (يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَـئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ )[آل عمران : 114].
• قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً )[النساء:136].

مفهوم اليوم الآخر

يبدأ اليوم الآخر من وقت الحشر إلى ما لا يتناهي على الصحيح، وسمي هذا اليوم باليوم الآخر، لأنه متصل بآخر أيام الدنيا، وهو آخرها، كما يسمى أيضا بيوم البعث، ويوم القيامة، والساعة، والآخرة، ويوم الدين، ويوم الحساب، ويوم الفتح، ويوم التلاقي، ويوم الجمع والتغابن، ويوم الخلود، ويوم الخروج، ويوم الحسرة، ويوم التنادي، والآزفة، والطامة، والصاخة، والحاقة، والغاشية، والواقعة، إلى نحو ثلاثمائة اسم... (1)

وقد أخفى الله تعالى هذا اليوم لحكمة يعلمها سبحانه، ولم يشأ أن يطلع عليه حتى أنبيائه، وفي المقابل طلب منا أن نؤمن به، أي بوقوعه في الموعد الذي يشاءه سبحانه وعالى. وحقيقة هذا اليوم ومدته وما يقع فيه من هول واقع لا محالة، وسوف يقف كل إنسان على حقيقة هذا اليوم، لأنه مصير كل إنسان.

ومن النصوص القطعية الدالة على هذا الأمر، قوله تعالى: "وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ [الملك : 26،25]. وقوله تعالى:" إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ [غافر: 59].
--------------------------------------------
(1) شرح جوهرة التوحيد، للباجوري، ص: 387