الملائكة الذين تجب معرفتهم على وجه التفصيل

أضيف بتاريخ 01/20/2023
الأشعرية


يعرف علماء العقيدة الملائكة بأنهم أجسام لطيفة نورانية منحها الله تعالى القدرة على التشكل بأشكال مختلفة، وهم عباد الله مكرمون لا يوصفون بذكورة ولا أنوثة، شأنهم الطاعة والعبادة. وهم يقومون بأعمل كثيرة كلفهم الله تعالى بها

من المعلون أن عدد الملائكة لا يعلمه إلا الله تعالى، لكن لابد من الإيمان بشكل مفصل ببعض الملائكة الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة ومن هؤلاء:

رؤساء الملائكة وأفضلهم وهم جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل عليهم السلام.
جبريل: وظيفته إنزال الوحي من الله تعالى إلى أنبيائه ليبلغوا إلى عباده.
ميكائيل: وظيفته إنزال المطر وتقسيم الأرزاق في الأرض على أهلها.
إسرفيل: وظيفته: النفخ في الصور مرتين: الأولى للإفناء العام إلا من استثني، والثانية للقيامة.
عزرائيل: وظيفته قبض الأرواح وإخراجها من الجسد.
رضوان : خازن الجنة
ومالك: خازن النار
رقيب وعتيد:
كما يجب إجمالا بحملة العرش والحافين به وسائر الملائكة.( 1)

المفاضلة بين الرسل والأنبياء والملائكة
ذهب أئمة العقيدة الأشعرية إلى أن الرسل والأنبياء أفضل من الملائكة. وأنهم أي الرسل والأنبياء يتبعون نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم في الفضل" فمرتبتهم بعد مرتبته صلى الله عليه وسلم، وإن تفاوتوا فيها، فيليه سيدنا إبراهيم فسيدنا موسى فسيدنا عيسى فسيدنا نوح، وهؤلاء هم أو العزم. (2)
قال صاحب جوهرة التوحيد:
والأنبياء يلونه في الفضل == وبعدهم ملائكة ذي الفضل

إبليس ليس من الملائكة
والدليل على ذلك أن الملائكة لا يعصون الله تعالى أبدا لقوله سبحانه في كتاب العزيز في حق ملائكته" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [التحريم : 6]" وقوله سبحانه:" وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ. يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ [الأنبياء : 19-20 ] " فلو كان الشيطان من الملائكة لما عصى الله تعالى حين أمره بالسجود لآدم عليه السلام.

ومن الأدلة أيضا أن الملائكة لا يتناسلون بل لا يوصفون لا بذكورة ولا أنوثة كما سلف بخلاف الشيطان فإنه يتناسل له ذرية كما يخبرنا القرآن الكريم:" وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً [الكهف : 50] "

ومن الأدلة أيضا أن قوله تعلى في الآية السابقة " إِلَّا إِبْلِيسَ " فإننا نجد لفظ إبليس منصوبا على الاستثناء، وهو استثاء منقطع، بمعنى أن المستثنى وهو إبليس ليس من جنس المستثنى منه وهو الملائكة، فلو كان من جنس المستثنى منه وهو الملائكة لكان مرفوعا كما هو مقرر عند أهل النحو وهومذهب جمهور العرب.
يقول ابن مالك في ألفيته:
اتباع ما اتصل وانصب ما انقطع == وعن تميم فيه إبدال وقع
وخلاصة القول: فإن الشيطان لم يكن من الملائكة أبدا ولا يمكن أن يكون منهم لما تقدم، بل كان يعيش وسطهم فقط.

--------------------------------------------
1- تحفة المريد، شرح جوهرة التوحيد للباجوري، ص: 53
2- تحفة المريد شرح جوهرة التوحيد، للباجوري، ص:145 أنظر أيضا: كتاب الأربعين في أصول الدين للإمامم فخر الدين الرازي، ص: 362 المسألأة الثالثة والثلاثون، تحقيق أحمد حجازي السقا، طبعة دار الجيل، بيروت الطبعة الأولى 2004