الإيمان بالكتب

أضيف بتاريخ 01/20/2023
الأشعرية


الإيمان بالكتب ركن من أركان الإيمان، ومعنى الإيمان بالكتب، أي التصديق بأنها كلام الله تعالى، وأن ما تضمتنته حق. ولهذا العنصر علاقة وطيدة بالنبوة. فينبغي للمكلف - الإنسان البالغ العاقل- أن يؤمن بكل ما أنزل الله تعالى على أنبيائه ورسله عليهم الصلاة والسلام، من كتب، وأنها وحي الله إليهم. أي أنها كلامه إليهم الأزلي القديم القائم بذاته تعالى المنزه عن الحرف الصوت

وقد قيل إن عدد الكتب المنزلة هي: مائة كتاب وأربعة كتب: نزل منها خمسون على شيت، وثلاثون على إدريس، وعشرة على آدام، وعشرة على إبراهيم، والتوراة والإنجيل والزبور والفرقان.

والواقع أن الله تعالى لم يكلفنا معرفة ذلك على وجه تفصيل، لا من حيث العدد، ولا من حيث كيفية نزولها. بل يكفي أن نؤمن بالكتب إجمالا فيما لم نعلم ولم يرد فيه نص صريح، وتفصيلا فيما أوضحه الشرع، وأرشد إليه، كالإيمان بأربعة كتب على وجه التفصيل هي: صحف إبراهيم والتوراة والإنجيل والزبور والقرآن. وقد أنزل الله بعضها في ألواح وبعضها بواسطة الملك كما أن بعض أحكامها نسخت...

ومن الأدلة على وجوب الإيمان بالكتب:
قوله تعالى:" آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ" [البقرة : 285].

قوله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً " [النساء : 136].

قوله تعالى:" وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ" [التحريم : 12]

وإذا كان الإيمان بالرسل يقتضي ضرورة الإيمان بالكتب المنزلة عليهم على أساس أنها وحي الله تعالى إليهم كما سلف، فإن من مقتضيات الإيمان بهذه الكتب أيضا أن نؤمن أنها - باستثناء القرآن الكريم- تعرضت للتحريف والتبديل. ومن ثم فإن واقع الكتب المتداولة اليوم بين يدي اليهود والنصارى -التوراة والإنجيل– أو ما يصطلح على تسميته بالكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد ليس من الوحي في شيء، بل هو من إنشاء أشخاص بعينهم وهو تعبير صريح عن آرائهم ورؤيتهم الخاصة للأشياء. وللقرآن الكريم حكمه الصريح فيها