"التصوف، تراث عالمي للإنسانية؟" محور محاضرة لفوزي الصقلي بفيلا الفنون بالرباط

أضيف بتاريخ 04/13/2022
و م ع


شكل موضوع "التصوف، تراث عالمي للإنسانية؟" محور محاضرة ألقاها الأستاذ الجامعي وعالم الانثروبولوجيا، فوزي الصقلي، مساء أمس الثلاثاء بفيلا الفنون بالرباط، بحضزر جمع من المثقفين ورجال الفكر من آفاق مختلفة.

وسعى اللقاء الذي يندرج في إطار سلسلة محاضرات تروم تنازل حضور التصوف بمختلف تجلياته، إلى إيلاء الاهتمام إلى الطابع "الحي" للتراث الثقافي والروحي للتصوف الذي ما فتئ يتجدد عبر مختلف واجهاته الفنية والفلسفية والأدبية والشعرية.

وأبرز السيد الصقلي في هذا الصدد مفهوم التصوف الذي يشكل في حد ذاته ثقافة شاملة وقفلسفة حياة وطريقة في الانوجاد وربط صلة مع العالم، وتسام روحيا وطريقة في عيش السلام الداخلي.

وأشار إلى البعد التراثي للتصوف الذي يتجلى أساسا عبر عدد من التعبيرات الثقافية التي تشكل ذاكرة غنية لتاريخ التصوف.

وقال الصقلي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة إن "موضوع هذا اللقاء مخصص للتراث الثقافي للتصوف الذي يشكل بعدا بالغ الأهمية ورهانا ثقافيا أساسيا لعصرنا، لأنه إذا كان التصوف قضية روحية، فهو أيضا نتاج لعدد من التعبيرات الثقافية الثقافية الأدبية والشعرية واللغوية".

ونوه السيد الصقلي في هذا الصدد بكبار المتصوفة على غرار ابن عربي وجلال الدين الرومي، مستعرضا عددا من الكتب الرائدة في هذا المجال من قبيل "فيه مافيه" للرومي الذي ترجمته إيفا ديفيتري.

وقال "إنه كتاب استثنائي يتحدث عن الإنسان وسعيه الدؤوب وراء المعنى"، مؤكدا خصوصية التصوف التي تكمن في طابعه الخالد الذي يجعل منه صالحا لكل زمان ومكان.

وفي معرض حديثه عن الذاكرة التاريخية والثقافية للتصوف بالمغرب، شدد المتخصص على ضرورة نقلها للأجيال المقبلة بهدف تمكين الجميع من إيجاد قيم التصوف في جميع مجالات الحياة ، سواء في الحياة الأسرية والحياة المهنية.

وأشار في هذا الصدد إلى دور المنصة الرقميةSufi Heritage" " التي تقدم مجموعات أفلام ووثائقيات تاريخية، وتكوينات وحصص "ماستر كلاس"، وكذا مكتبة افتراضية "حية" قصد تيسير انفتاج الأجيال الصاعدة على الثقافة والتراث الصوفي.

يشار إلى أن الحلقة من سلسلة محاضرات فوزي الصقلي عن التصوف بفيلا الفنون بالرباط، ستنظم يوم 11 ماي المقبل حول موضوع "الثقافة والفكر الصوفي في مواجهة تحديات الزمن الراهن: نحو بروز إنسانية روحية".