"المقاومة بالجنوب المغربي: من القبيلة إلى الزاوية إلى التنظيم" محور ندوة بالداخلة

أضيف بتاريخ 08/16/2021
و م ع


الداخلة - شكل موضوع "المقاومة بالجنوب المغربي: من القبيلة إلى الزاوية إلى التنظيم" محور ندوة نظمتها، أمس السبت، النيابة الجهوية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بجهة الداخلة - وادي الذهب.

ويندرج تنظيم هذا اللقاء الفكري، الذي تم بثه عن بعد على الصفحتين الرسميتين للنيابة الجهوية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالداخلة وفضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بالمدينة على موقع (الفايسبوك)، في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى الثانية والأربعين لاسترجاع إقليم وادي الذهب.

وتهدف هذه الندوة، المنظمة بشراكة مع المجلسين العلميين المحليين لوادي الذهب وأوسرد، إلى إطلاع الناشئة والأجيال الصاعدة على صفحة مشرقة من تاريخ المملكة، وتعزيز ارتباطهم بقيم الوطنية الصادقة والتضحية اللامشروطة وروح المواطنة الإيجابية للدفاع بشكل أفضل عن المصالح العليا للبلاد.

وخلال هذا اللقاء، الذي أداره السيد الحسين أوزدر القيم على فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير، أكد رئيس المجلس العلمي المحلي لأوسرد، السيد محمد العبدة الجيلاني، على الدور البارز للشعراء بالصحراء المغربية في توجيه حركة المقاومة والحث على الجهاد بالسيف أو بالقلم ضد المحتل الأجنبي للتحرر من ربقة الاستعمار.

وأكد السيد الجيلاني، في مداخلة بعنوان "المقاومة في الصحراء المغربية على واجهة القلم والسيف"، أن الشعراء بالمنطقة عملوا دوما على تبليغ عامة الناس بتوجيهات الملوك العلويين وأفكار العلماء التي تدعو إلى النهوض بالجهاد ضد المستعمر، إعلاء لكلمة الله وحفظا لكرامة الوطن ودفاعا عنه.

من جهته، سلط السيد محمد ماء العينين الخال، الباحث في التاريخ المحلي، الضوء على أهمية الدور الذي اضطلعت به القبائل الصحراوية المغربية في حشد الدعم والتأييد للحركة الوطنية، ممثلة في المقاومة وجيش التحرير، من أجل كسب معركة الوحدة الترابية.

وأكد، في مداخلة بعنوان "دور قبائل البيضان في التصدي للاستعمار بالجنوب المغربي"، أن سكان الصحراء المغربية شاركوا في كل المراحل السياسية التي مر منها المغرب عبر التاريخ، مرسخين بذلك وحدة المغرب الترابية، عبر التمسك ببيعة أجدادهم لسلاطين المغرب منذ عشرات القرون. وبدوره، تناول السيد زكرياء أكجدول، الباحث في التاريخ، احتدام التوغل الاستعماري الفرنسي ونجاحه في إخضاع منطقة الأطلس الصغير الغربي وبسط نفوذه على كل من طاطا وأقا وتمنارت وتغجيجت، مستغلا في هذا الصدد ضعف القوات العسكرية المحلية.

وأضاف، في عرض بعنوان "مقاومة التواجد الاستعماري بالجنوب المغربي: طاطا نموذجا"، أن المنطقة عرفت التدخل الاستعماري منذ سنة 1929 بالنظر إلى مواردها المعدنية والفلاحية، غير أنها اصطدمت بمقاومة محلية عززها انخراط أبناء المنطقة في صفوف جيش التحرير.

أما السيد حافيظ الراضي، الباحث في التاريخ المحلي، فقدم من جهته، عرضا تاريخيا في موضوع "البدايات الأولى للتوغل البرتغالي بالسواحل الجنوبية للمملكة"، تناول فيه بشكل مفصل مختلف المحطات والرحلات التي قامت بها السفن البرتغالية نحو وادي الذهب، خلال القرن الخامس عشر، كبداية للتوغل الاستعماري في المنطقة برمتها.