زاوية الشيخ ماء العينين

أضيف بتاريخ 10/14/2021
الموقع الثقافي للصحراء


في سنة 1888 م شرع الشيخ ماء العينين في شق طريق يربط بين السمارة وطرفاية ، بهدف جلب المواد الضرورية لبناء زاويته بمدينة السمارة. وفي سنة 1895 م شرع في البناء وكلف ابنه الشيخ الطالب خيار، بمهمة السهر على أوراش البناء بعد ما وصلت المواد الضرورية عن طريق البحر إلـى شواطئ طرفايــة على متن باخرة مخزنيــة تابعــة للبحرية السلطانيــة ( السلطان مولاي عبد العزيز) ، بقيادة الربان أحميدة ، الملقب بالتركي ، وعلى متنها أربعة من البنائين المختصين ينتمون إلى مدن : مراكش ، فاس ، طنجة ، تطوان ، وبعد سنة التحق بهم البناء الخامس من مدينة وجدة.

ولد الشيخ محمد المصطفى الملقب شاعريا من طرف والدته عند ولادته بماء العينين ، وهو اللقب الذي سمي به عائليا ، في سنة 1829 م ، بمنطقة الحوض بموريتانيا ، وتلقى دراستـه بالزاوية والمدرسة الأبويـــة " دار السلام" ، بالحوض بموريتانيا ، وعند بلوغــه 16 عامـا أرسله والده الشيخ محمد فاضل إلى مدينــة مراكش ومنها توجـه إلى الديــار المقدســة لأداء فريضة الحج بصحبة أبناء السلطان عبد الرحمن حيث أرسلهم مولاي عبد الرحمن ، في أول باخرة بخارية تنطلق من ميناء طنجة إلى الإسكندرية ومنها إلى جدة.


بعد أداء الشيخ لفريضة الحج رجع إلى والده ، الذي رأى فيه الكفاية رغم صغر سنه ، لنشر الدعوة الإسلامية ، بإنشاء زاوية بالساقية الحمراء ووادي الذهب.ولجمع كلمة وتوحيد قبـائل البدو الرحل ، اعتبارا لما بينه وبين هذه القبائل من الأخوة والنسب ، خاصة وأن جل قبائل الصحراء ينتمون إلى نفس الجد وهو المولى إدريس الأكبر.

الهجوم الفرنسي على زاوية الشيخ ماء العينين
في سنة 1913 وصل طابور عسكري فرنسي من" أطار" بموريتانيا ، بقيادة الليوتنان كولونيل موريت ، ليقود هجوما عسكريا شرسا على زاوية الشيخ ماء العينين ، انتهى بقصف عنيف للزاوية ، وهد القصبة الرئيسية والمستودعات وحرق ما فيها عن كامله ، وهدم معظم أجزاء الصومعة والمسجد. ونفذ الطابور الفرنسي هجومه الشرس لأنه لم يواجه مقاومة شرسة ميدانية من طرف القبائل الصحراوية المجاهدة نظرا لانشغالها في البحث عن الماء والكلأ للمواشي ن ومنها من نزح إلى مناطق كلميم وتزنيت ، ولم تكن الزاوية آنذاك تضم إلا نفرا قليلا من السكان والتلاميذ المريدين.