سيدي عبد الكريم الراجي مفخرة سيد الزوين

أضيف بتاريخ 12/26/2020
عبد الله ابن الفقير المصباحي الحمري


قرر موقع وحدة التواصل السياحي الديني والحضاري والتاريخي، و مركز البحبوحة للأبحاث والدراسات في التواصل السياحي بمناسبة أيام ميلاد أعطر رجال مكة وغرة فتيان قريش، وأوفاهم جمالا وشبابا... أن يكرم أحد أبناء كلية اللغة العربية بمراكش، وهو الطالب عبد الله ابن الفقير المصباحي الحمري، الذي سينشر له الموقع مجموعة من المقالات، إعترافا بمجهوداته، وتشجيعا له في أبحاثه وأعماله العلمية الهادفة من حيث المحتوى والقوية المثن، والسليمة الشكل.. فكتاباته حسب شهادة موقع وحدة التواصل السياحي تصب في كيان وكينونة الذاكرة الجماعية لمراكش وأحوازها.
المقال الثالث عن مفخرة سيد الزوين:
كان لمدرسة سيد الزوين القرءانية فضل كبير في حفظ القرآن الكريم ونشر القراءات سبعها وعشريها، فمنذ أن أسسها صاحبها سيدي محمد بن امحمد الزوين الفحلي الشرادي، وهي تقوم بعملها الاقرائي على أكمل وجه، إلا أن مؤسسها كان مكتفيا بتدريس السبع فقط، ولم تدخل العشر إلى المدرسة تدريسا وإقراء إلا مع سيدي علال العشراوي القاسمي العبدي، ويحكى أن المقرئ سيدي إبراهيم الماسي دخل المدرسة قافلا من الشمال حافظا للعشرين، فلما رآه المدرسون يرزز الألواح بغير السبع حسدوه وسعوا في إخراجه من المدرسة، فذهب إلى مراكش حيث مكث بها إلى أن بنى له الباشا الگلاوي مدرسة خاصة بالعشرين في خبر طويل.
وكان ممن درس على الشيخ الماسي المقرئ المسند سيدي علال العشراوي، فبعد أن أتم عليه القراءة وأتقنها نزل إلى مدرسة سيد الزوين فعكف على التدريس والإقراء من غير كلل ولا ملل، فقد أخذ عنه سيدي محمد السحابي، وسيدي الطاهر الحريري، وأخذ عنه مفخرة سيد الزوين حاليا سيدي عبد الكريم الراجي الشيظمي.

 

وقد ذهبت لزيارة سيدي عبد الكريم الراجي بعد شهر رمضان الماضي فلم أجده، واستقبلني ابنه البار سي آمين ورحب بي أيما ترحاب، وثم ذهبت إلى أحد طلبته المقربين الملازمين له الحافظ سيدي عبد العالي بن أحمد بن عبد القادر المصباحي الحمري، فحدثنا عمن أدرك من الشيوخ بالمدرسة في الثمانينيات نذكر منهم الحاج عابد السوسي، وسيدي علال الشعراوي، الفقيه الغجدامي، وغيرهم...، كما حدثنا عن بعض شيوخ شيخه، و عن أحوال المدرسة قديما وحديثا، وإلى ما آل إليها أمر القرآن فيها، فكان حديثا ممتعا وفريدا مليئا بالفوائد والعبر.
وقبل يومين أو ثلاثة أمدني ابن سيدي عبد الكريم بسند لأبيه كتبه بيده بعد طلب من طلبته، اقتصره على من أخذ عنهم السبع دون من ختم عنهم رواية من الروايات، فوجدته بحرا وحبرا، فقد رحل في الطلب أعواما، وعرك النفس في القراءة عركا، وجد واجتهد حتى حظي بالقدح المعلى ، وفاز بالمقام الأسمى، ذكر منهم:
- بوجمعة بن الطاهر المتوگي التاملي
- مختار بن الحشادي الدكالي
- محمد باعمران السباعي
- المهدي أبي ضبايا
- العلامة أحمد بن الطاهر الكونتري الشيظمي
- عبد الرزاق الگربة الشيظمي
- حسين العبدي
- محمد الدحان العبدي
- علال بن إسماعيل القاسمي العشراوي
- الحاج عابد السوسي الگرسيفي
قال عبق ذكر أسمائهم: " وكلهم كانوا حفاظا للسبع، ضابطين لها من غير تتعتع"ّ.
والذي نعرفه أنه أخذ العشر عن سيدي العشراوي دون غيره، وأما إدراكه الشيخ سعيد الجرموني العبدي فثابت إلا أننا لا نعلم هل درس عليه أم لا، فبما أنه لم يذكره في السبع فمحتمل أن يكون أخذ عنه غير السبع.
ومن طلبته الذين نعرفهم:
- السيد عبد العالي بن أحمد بن عبد القادر المصباحي الحمري
- المقرئ سيدي هشام الراجحي المراكشي
- الشيخ الفقيه سيدي عبد الرحمن أيت العميم السرغيني والد أستاذنا سيدي محمد.
وطلاب الشيخ كثر ولكن لم تسمح لنا الفرصة بالبحث عنهم، وأعيد مرة أخرى أن هؤلاء العلماء ينبغي أن نخلد ذكرهم حتى لا تنسى أسماؤهم ناهيك عن أعمالهم.

عبد الله ابن الفقير المصباحي الحمري / كلية اللغة العربية

المصدر