أقطاب المدرسة الصوفية في بلاد المغرب والاندلس في عهد الموحدين

أضيف بتاريخ 12/16/2020
د.عبد الرضا حسن ﭽياد


الخلاصة
يمكن تلخيص ماورد في هذه الدراسة و اجمال ما فصل في ثناياها، في الامور الآتية .
أولاً:
قامت امارة الموحدين على مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فحققوا تحت هذا المبدأ نصراً كبيراً من خلال التفاف العامة حولهم ونصرتهم.
ثانياً:
اسهم الموحدين في نهوض حركة الفكر العقائدي في بلاد المغرب العربي والاندلسي، ومن خلال فسحة أوجدوها في ورعايتهم للمساجد والرباطات، والزوايا، والطرق الصوفية، التي وجدوا فيها دعماً عاماً لسلطانهم.
ثالثاً:
اسهمت المدرسة الصوفية في بلاد المغرب والاندلس وشمال افريقيا في نشر الاسلام وعقيدته السمحاء من خلال ما كانت تحمله من قيم إسلامية عليا، وعززت تلك المدرسة الروح العقائدية والفكرية من خلال مشاهدها وطرقها وزواياها واقطابها، ومنهم: أبو مدين الغوث، والحسن الشاذلي، وعبد السلام بن مشيش، محمد بن عربي الشاذلي، وابن السبعين، والششتري، وكوكبة أخرى من المتصوفة.
رابعاً:
انجبت مدرسة التصوف في المغرب الاسلامي والاندلس اقطاباً ابدعوا، ورفدوا الفكر الانساني بمشاريع فكرية وفلسفية وعقائدية لا تحصى.
المقدمة
لقد كرم الله عز وجل أمتنا وبارك بها عندما أتم نعمته على نبينا الخاتم محمد بن عبد الله (ص) بإكماله دينه الخاتم حيث قال : ((اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)). ( المائدة /3 ) وهذا جزء من الكمال الذي امتازت به الأمة المحمدية ببركة حبيبها ونبيها (ص)، منبع الكمال الذي اغترف منه الصحابة الكرام (رض) علومهم العظيمة، وكانت درجة السمو عند المسلمين أثناء حياة الرسول الأعظم (ص) هي الصحبة، اذ لا درجة ولا فضيلة فوقها فكانوا يسمون: الصحابة، وعندما أدركهم الجيل الثاني ممن صحبوا رسول الله (ص) تسموا بـــ التابعين وراوا ذلك اشرف سمة ,ثم قيل لمن بعدهم: أتباع التابعين , وعندما لاحت قيم جديدة كانت قد اهتمت بأمور الدنيا وتباين الناس واختلفوا , فكل الذين ترفعوا عن الدنيا وزخرفها قيل لهم: زُهادا, وعُبادا, وقيل عن الذين بحثوا بمعرفتهم وبإيمانهم وجلدهم وحيدهم عن رضا الله عز وجل , والفوز بذلك في يوم موعود: متصوفة . والمتصوفة هم المؤمنون الموقنون الذين اخذوا العلوم المطلوبة, امتثالا لأمر الله عز وجل إيمانا ويقينا؛ لان التصوف لايمكن لأحد ان يحصل مشاهداته؛ وذوق ما فيه بالتحكم بحقائقه؛ إلا المؤمن الموقن فإنهم يعتقدون إنهم خلقوا للعبادة , الحق عليهم الاعتناء بما خلقوا له , وهنا وجدت نفسي أمام عصر جدير بالدراسة نهضت به حركة الفكر بشكل عام وحركة التصوف بشكل ضاهي، ألا وهو عصر الموحدين في بلاد المغرب والاندلس, حيث بزغت شمس مدرسة التصوف الاسلامي برباطاتها وزواياها وأماجدها واقطابها، الذين انجبتهم هذه المدرسة ومنهم ابو مدين , والشافعي وابو الحسن , وابن عربي وابن سبعين، الذين عُرفوا فيما بعد أقطابا في الفكر والعقيدة الصوفــية، في بلاد المغرب والاندلــس بصورة خاصة والمشرق الاسلامي بصورة عامة.
الموحدون في المغرب 541 - 668 هـ /1146- 1270 م
كانت فكرة اقامة الامارة الموحدية في المغرب قد استندت على أساس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ووجوب الاعتماد في استقصاء الأحكام على القرآن الكريم والسُنة النبوية الشريفة , وموافقة مذهب أبي الحسن الاشعري سوى مسألة الصفات فإنهم وافقوا المعتزلة بنفيها.(1)
مؤسس إمارة الموحدين : هو أبو عبد الله بن محمد بن عبد الله باعلان ثورته على المرابطين سنة 514هـ /1120م، عندما تحولت حركتهم الدينية الاصلاحية الى حركة سياسية تستهدف اسقاط دولة المرابطين , واقامة دولتهم على انقاضها , لذلك قاد ابن تومرت عدة معارك ضد المرابطين قدرت بثمان غارات متتالية(2)حقق ابن تومرت انتصارا في 518 هـ /1124م وسيطر على مدينة تيخمل في منطقة السوس ببُعد لا يزيد المائة كيلومتر، جنوب غرب مراكش، فاتخذها داراً ومعسكراً وقاعدة للانطلاق.

 

بعد ذلك حقق الموحدون انتصارات وطاعات في بلاد المغرب، كما شنوا على إفريقية (تعرف) (المغرب الأدنى) حرباً اقتصادية حتى لا تدخل المواد الاقتصادية عن طريق المغرب الأوسط، كما حقق الموحدون السيطرة على الملثمين(الزرانجة)÷ بمعارك سنوات 524 هـ/ 1130م/، 526 هـ/1132م/، 543 هـ/1148م، وكان النصر حليف الموحدين في معاركهم وفرض سلطانهم على وهران وتلمسان في سنة 539 هـ/1144م وعلى مدينة فاس 540 هـ/1145م وهزم المرابطون سنة 541 هـ/1146م وفشل أميرهم اسحاق بن علي بن تاشفين ؟! وفي سنة 555هـ/1160م استسلمت لهم تونس وصفاقس وحاصروا مدينة المهدية، وبهذا تم استيلاء الموحدين على كل المغرب، واصبحت البلاد من المحيط الأطلسي إلى طرابلس و برقة تحت راية الموحدين.(3)
الأندلسAl-andalus
هو مصطلح يطلق على اسبانيا بعد الفتح العربي الاسلامي، وأصل هذا المصطلح اندونسيا، وحسب الروايات أن التسمية جاءت نسبة إلى قبائل الوندال. القول يفي ايراد النص ! وذكر الادرسي والحميري ان اسم الاندلس في اللغة اليونانية اشبانيا، واول من اختط الاندلس بنو طوبال بن يافتْ بن نوح سكنوا الأندلس من اول الزمان.(4)كر البكري ان اسمها باريه في وادي (Ibro) في القديم وتقع شمال شرق شبه الجزيرة الأيبرية، ويصب في البحر المتوسط عند مدينة طرطوشة، ثم سميت بعد ذلك باطقة من راوي بيطي وهو نهر قرطبة.(5)ذي يعرف بـــ الوادي الكبير، ثم سميت اشبانيا من اسم شبان.(6)
من دوافع الفتح العربي الاسلامي.
1. نشر الاسلام والعروبة
2. انقاذ المجتمع من الظلم والعبودية.(7)
3. الجهاد في سبيل الله والاسلام، الرغبة في الشهادة في حرب الكفر.
أسهمت هذه الدوافع في تطوير الحركة الفكرية والدينية، واسهم ذلك في نشر قيم الاسلام وقبوله، ديناً منقذاً مطهرا واعداً لبناء انسان في دنيا ملؤها الطهر والصدق والعفاف، بعدما كان مجتمع المغرب والاندلس قد عشعشت فيه كل معاني الافكار والعقائد والعادات البائسة، فدخل أغلب السكان دين الاسلام وجاهروا في صوت الحق الحية في المساجد، والرباطات، والزوايا، وعمت الطرق الصوفية وأقطابها التي دعت الى الصلاح في الدنيا نحو الآخرة.
الرباطات في الاندلس والمغرب العربي
الرباط لغة: ما تربط الدابة والقربة وتستعمل لملازمة ثغر العدو.
اصطلاحاً
عبارة عن مقام في ثغر العدو لإعزاز الدين، وهي عن مجاميع لتدريس العلم وتلاوة القرآن، وأماكن للحث على الجهاد، وجل اصحابها من المعلمين والمدرسين الذين يعلمون الصبيان القرآن.(8)
وللربط وظائف جمة منها الدفاع عن البلاد من الأخطار التي تهدد المسلمين من الداخل والخارج.

 

وقد وردت كلمة الرباط في القرآن الكريم مكررة خمس مرات؛ في سورة آل عمران الآية 200، وفي سورة القصص الآية 10، وفي سورة الكهف الآية 14، وسورة الأنفال الآيتان رقم 11 و60 ، وكلها تؤكد شد الأزر والقوة والجهاد والصبر.
قال الله عز وجل: ((يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابِروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تُفلحون)).(9)
وهناك حديث نبوي شريف جاء فيه: ((ألا أنبئكم بما يمحوا الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط)).(10)
الرباط: الملازمة من ربط الشيء، ويلزم الانسان نفسه طاعة الله وإنما من غير حد ينتنهي فإذا ربط نفسه بهذا الأمر فهو مرابط.(11)
وحديث رسول الله(ص) في انتظار الصلاة بعد الصلاة، هو رباط الله، والله يقول في كتابه الكريم: ((اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله)).(12)
وقد ذكر المنوفي عن أولية الرباطات، ان تونس السابقة في اقامة الرباطات وبنائها في المغرب العربي الكبير.(13)ن اول رباط أُنشأ في افريقية (تعرف) رباط (المنيستير) الذي شيده هرثمة بن أعين سنة 179 هـ/795م . عند ساحل القيروان ثم انتشرت المباني في عهد الأغالبة.(14)
فقد اقيمت في الاندلس أواخر القرن الثاني الهجري/ الثامن الميلادي رباطات يقيم فيها العباد والنساك من أجل العبادة والجهاد والمرابطة.(15)ن الإعتكاف في هذه الرباطات وفي تلك الفترة المبكرة من قبل النساك المتعبدين.(16)
لقد كثرت الرباطات في شمال أفريقيا، وظهرت عدة شخصيات متعبدة، وتعددت الأهداف كما اسلفنا للربط، لكن من أولوياتها الاعتكاف للعبادة والجهاد والدفاع عن مقدسات المسلمين، ومنها رباط اقامهُ الخليفة هشام المؤيد إثر رؤيا لإحدى جواريه في قرطبة.

 

وفي المرية هناك رباطان احدهما يقع في الشمال والآخر في الجنوب، وهناك رباط الخشني.(17)اط ابو القاسم المريد، ورابطة أبي عمران، ورابطة السوداني، ورابطة الساحلي ورابطة السعداء، جميعها مشهورة في مالقة.(18)
وفي الاندلس رباطات معلومة الشهرة أيضاً كرباط روطه، في قرية يقال لها روطة. وهو موقع يطرقه الصالحون، وله بركات مشهورة، ورابطة العقاب، والعقاب جبل مطل على خارج غرناطة، وبينهما نحو ثمان أميال.(19)
أما في المغرب الاقصى كان الادارسة سنة المتاخرون قد وضعوا اللبنة الاولى في تشييد رباطات شاطئية في عهد ساحليه ليزدهر على عهد الزناتيين، وقد كان للفن القيراوني الاثر الواضح في الناحية المعمارية واسهم في نقل هذا الفن التلاميذ المغاربة في القيروان، واشهر رباط في المغرب الاقصى هو رباط شاكر الذي زار مدينة القيروان ودرس فيها على يد ابن ابي زيد القيرواني وعند عودته الى هذا الرباط الذي كان بانيه يعلي بن مصلي الرجراجي، اغلب هذه الرباطات توجد في بلاد ركراكة، هذه البلاد التي عرفت بأوليائها وصلحائها ورباطاتها(20)
يُعد رباط شاكر أقدم رباط في المغرب حيث كان مجمعا للصالحين، خصوصا في شهر رمضان المبارك يفدون اليه من كل حدب، وشاكر كان من أصحاب عقبة بن نافع(21)ع رباط شاكر في بقعة مشهورة الى الغرب من مراكش على بُعد مائة ميل منها على ضفة وادي تانسيفت، وكانت تعرف قديما بمدينة نفيس وذكرها ابو عبيد بــــ: مدينة البكري بالبلد النفيس؛ لكثرة الانهار والثمار، غزاها عقبة بن نافع الفهري وحاصر بها الروم ونصارى البربر حتى فتحها وبنى بها مسجدا سنة 62 هـ /681م وهي اهلة عامرة بها جامع ؟؟ وجامعة بينها وبين البحر مسيرة يوم(22)

 

وهذا الموضع صار يعرف فيما بعد بــ: برباط شاكر بن واصل الرجراجي (يسميه المغاربة: سيدي الشيكر)،وفي مزاره دفن الاعيان،وبينهم ابي زرعه الذي أدخل القران الى المغرب.(23)
وفي هذا الرباط جمهرة من الوعاظ رجال ونساء، منهم: محمد تيلجي بن موسى الدغوغي , ورضية بنت ميمون الدكالي , وقد احتفظ رباط شاكر بقدسيته كان يقصده جمع غفير من الزائرين يرجون فيه الله قضاء حوائجهم.(24)
ومن المدن التي انتشرت فيها الصوفية وطرقها: مدن اغمات, وازمور, وفاس واسفي وغيرها،(25)تهرت آسفي بكثرة الرباطات، وكان ابرزها رباط (اسفي ) الذي ظاهره مالكي وباطنه حنفي , فيه الدماثة والجمال , واسفي موصوفه برفيع ثياب الصوف , وفيها قرية الشيخ محمد الصالح(26)ي الحسيمة رباط البادسي الذي كان يتحنث فيه مع أصحابه ويؤدي عبادته ويطلب من الله ويرجو رضاه وأهمية هذه الرباط تتضح حيث يقصده الزائرون من جميع الامصار في المغرب والمشرق الاسلاميين.(27)
رباط عين الفطر (تيطنفر): لهذا الرباط مكانته وقدسيته , يُقصد ويزار وفيه يجتمع الأولياء والصالحون , أبرزهم الشيخ ابي يعقوب بن ابي عبد الله , امغار روى الأزموري , بان طائفة من المشرق وصلوا لهذا الرباط في أزمور,واصحاب هذا الرباط يتوارثون الصَلاح والولاية خلفاً عن سلف،(28)بعد هذا الرباط عن مدينة الجديدة بنحو اثنى عشر كيلومتر.
والى جانب رباط تيطنفر , كانت هناك رباطات اخرى , منها , تامرنوت , واكوز , والصّيد , او الصيد , بسبتة وهي من اعظم الرباطات هيكلاً وبناءً(29)
وبجوار هذه الرباطات مساكن للنساء والخدم كما اورد الباديسي اسم رباط او الرابطة الموزمة(بام اليمُن)، الكائنة فوق الجبل المطل على ساحل مكرم، وهي رابطة امرت ببنائها امراة صالحة اسمها: (ام اليُمن) فعرفت باسمها .(30)
رابطة الفار , ويقع خارج اغمات , وقد ورد اسم هذا الرباط اثناء ترجمة لأبي عمران الهسكوري المتوفى سنة500 هـ/1106م . وكان ابن الزيات قد اثبت اسماء الرباطات التي كانت بالمغرب قبل القرن السادس الهجري الثاني عش الميلادي ومعظمها تحمل اسماء بربرية،من بينها :(31)
رباط الغار : خارج باب اغمات .
رباط يمسين : بازمور.
رباط ينمّل : دار الموحدين.
رباط ماسة : من قبائل لمصامدة
رباط زرهون : اقيم حول الضريح الادريسي . وكانت مدينة سبته تضم عدداً من الرباطات، حيث قدرت بــ: سبع وأربعين رباطاً، اهمها : الصيد , التوتة , الفصال , اسبارتال تشمس ورباط اصلا , وجبل , المينه , وافريسه.
وهناك شيدت مدارس داخلية مهمتها مواجهة الافكار المناهضة للإسلام عند قبائل، برغواطة المنحرفة عن الاسلام، حيث كانت هنالك محارس جنوبية في وجه المرشدين من برغواطة، و أهم هذه المراكز:
رباط تاسماطت جهة أغمات وريكة.(32)
رباط حكم ببلاد الشراغنة في هكورة.(33)
رباط بئر قرن الجدى.(34)
رباط ملولاسن في هنتيفة.(35)
رباط أو جدام من بلد ركونة.(36)
رباط تانو ما طهير في وكالة.(37)
رباط ابندور خارج مدينة سجلماسة.
رباط بسلة يرابط فيه المسلمون وعليه مدينة بسلا القديمة المعروفة.
رباط تشومس وهو قريباً من مدينة العرائش التي كان يجتمع فيها الصالحون.
رباط أصيله يجتمع فيه الناس ثلاث مرات في السنة.
كانت هذه الرباطات عبارة عن مجامع علمية وقراءة القرآن، والجهاد في سبيل الله، كما تطورت واصبحت نواة للطرق الصوفية واشتهرت في المغرب: الطريقة الاغماتية في أواخر القرن السابع الهجري وبداية القرن الثامن الهجري وكان لها أتباع في اغمات , وريكة وجبل هيلانة وجبل أزمون , وأيغل النويلان , وامغيور.(38)
الزوايا في المغرب والأندلس
الزاوية: هي مكان تجمع المسلمين في الليل والنهار؛ لأجل أداء العبادات، كالصلاة، وتلاوة القرآن الكريم، وحفظ الحديث النبوي الشريف، والوعظ وقراءة أوراد الشيوخ وأكابر الصالحين. مع وزن أعمالهم مع الميزان الشرعي على وجه التدقيق.(39)
وبمعنى آخر أن الزاوية هي مكان يجتمع فيه المريدون والأتباع للعبادة،وإقامة الدروس الدينية(40)من أجل تهذيب النفوس وتقوية القلوب وطلب رضا الله بذلك،بالمغفرة والفوز بالثواب في الآخرة.
أشهر الزوايا في المغرب والأندلس:
زاوية صالح بن حرزهم في الرباط، وهو تلميذ الإمام ابو حامد الغزالي. (41) وكانت هذه الزاوية تضيف إلى مجمل الأنشطة العبادية، إرزاق وإطعام الواردين إليها والمحتاجين والفقراء.
زاوية أبي محمد صالح بآسفي، و قد انتهجت نفس الأنشطة وكان قد زارها ابن عبدون(42)، ووصفها بأنها كانت صغيرة وقد بات بها ليلة.(43)

 

وقد اشتهرت مدينة أزمور بانشاء الزوايا حيث أسس ابو شعيب المتوفى 562 هـ/ 1166م أول زاوية في هذه المدينة.(44)
وفي مدينة سبته كان عدد الزوايا والرباطات سبع وأربعين زاوية ورابطة.(45)
وكانت هناك زاوية قد انشأتها الصالحة التي أصبحت فيما بعد زوجة الصوفي الأندلسي عبد الحق بن سبعين.(46)
أما في الاندلس فإن انشاء الزوايا عندهم قبل القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي. وقد قال ذلك ابن حزم الأندلسي: ((الطريق تبرم، والزوايات تكرم، وكثرة المال ترغب، وقلته تقنع)).(47)
والزوايا في الأندلس تشبه الزوايا وأحوالها وأيوائها في شمال أفريقيا.
وكانت الزوايا فضلاً عن آدائها الدور العبادي العلمي تكرم الغرباء وتيسر المعيشة لهم،(48)
كان التصوف في الأندلس بطرقهِ وربطهِ وزواياه قد أدى نفسه الواجب الذي كان قد أداه في المشرق والمغرب الإسلاميين، حيث كان التصوف الإسلامي قد بدأ من المشرق وانتهى بالمغرب الإسلامي، وكان قد بدأ شيعياً و انتهى سنياً.فالإسلام واحد والمذاهب في الإسلام تصب انشطتها إن شاء الله في مصب واحد.
أقطاب التصوف الإسلامي في المغرب والأندلس.
أبو مدين الغوث
أبو مدين الغوث: هو ابو مدين شعيب بن الحسين الأندلسي الأنصاري، ولد ببجاية وبها نشأ، أصله من قطنيانة وهي قرية قريبة من أشبيلية، توفي بتلمسان، ودفن بجبل العباد(49) سنة (594 هـ/ 1197م )(50)
تلقى أبو مدين تعليمه في الأندلس، ثم عبر البحر إلى المغرب و درس في سبتة وفاس ومراكش، سافر إلى المشرق وأدى فريضة الحج ثم عاد إلى المغرب.(51)

 

كان إماماً للُعبّاد والزُهّاد والخلفاء، وصفه المقري بــ: شيخ المشايخ، وسيد العارفين، وقدوة السائلين، من أعلام العلماء وحفاظ الحديث، خصوصاً حفظ جامع الترمذي.(52)
شيوخه:
1. ابو يعزى: اشهر شيوخه ابو يعزى ت 572 هـ/1176م ، المدفون في قرية (تاغيا) بجبل ايرخان في مكناس، و قد أقام مدرسة خاصة بهذه الجهة، وكان المريدون يأتون إليه من جميع أنحاء المغرب والأندلس.(53)
2. ابو الحسن بن حرزهم ت 596 هـ/1199م ، الذي لازمه وأخذ عنه الرعاية للمحاسبة،
3. واخذ كتاب السنن للترمذي على أبي الحسن بن غالب القرشي. المتوفى 570 هـ/1174م، وهو من أهل كتامة ودفن فيها.(54)
4. أبو عبد الله الدقاق: هو من كبار أهل التصوص وقد أخذ أبو مدين الطريقة على يديه، حيث قيل أنه أول من أخذ عنه التصوف عن أبي مدين(55)
5. أبو الحسن السلاوي: الذي أخذ عنه التصوف ايضا.
6. ابو الحسن ابن الصباغ: الذي أخذ عنه العلوم الشرعية.(56)
7. الشيخ عبد القادر الجيلي: الذي قرأ عليه في الحرم الشريف كثيراً من الحديث وألبسهُ خرقة التصوف وأودعهُ كثيراً من أسراره، ومن ذلك كان ابا مدين يفتخر بصحبته ويعده أفضل مشايخه الأكابر.(57)
تلامذته
كان لأبي مدين ألف تلميذ حسب رواية أبي عبد الله محمد بن ابراهيم الأنصاري(58). وعلى يد كل واحد منهم كرامة، واكد ابن الزيات، ان الذين استفادوا من أبي مدين كانوا أكثر من ألف تلميذ، وذكره ابن عربي في روح القدس، وترجم الغندلاوي هم الأنصاري الخزرجي وكان معظم المترجم لهم من هذه الكتب من اصحاب ابي مدين، وهذا يدلي عندهم على التلمذة، تلامذته إلى مدين ويدل على دوره في نشر العلم والطريقة.(59)
أشهر تلاميذه عبد الرحيم القناوي ت592 هـ وهو من أصحاب أبي مدين.(60)
ومن تلامذته ابن عربي، يقول ابن عربي بأنه اجتمع به، وكان يتمنى ذلك، حيث قال أبو مدين عن هذا كما ورد في روح القدس على لسان أبي عمران السيد راني الذي جاء حاملاً رسالة من أبي مدين لابن عربي: أما الاجتماع فقد صح بيني وبينك وثبت وأما الاجتماع بالأجسام في هذه الدار فقد أبى الله ذلك فسكن خاطرك، والموعد بيني وبينك عند الله في مستقر رحمته.
محمد بن ابراهيم الأنصاري: من كبار تلاميذ أبي مدين وأكثر عنه الرواية،(61) وكان يحضر مجالس أبي مدين ببجاية.(62)
أبو الحسن الششتري: تتلمذ على يديه ببجاية، وكان يحضر حلقات المدينية؛ ولذلك سمي بــ : بالمدين. ونسُبت بعض موشحات أبي مدين اليه لشدة تأثره.(63)
ومن تلاميذه: أبو محمد صالح، وجعفر بن عبد الله بن محمد بن بونة صاحب الطريقة البونية(64) ومؤسسها، وهو من أهل شرق الأندلس ت642 هـ/ 1244م.
ومن تلامذته ايضاًً ابو محمد عبد العزيز بن أبي بكر القرشي المهدوي، حيث أخذ عنه، ذكره ابن الطواح،(65)وجدت بينهما مكاتبات ومراسلات.
ومنهم: أبو الصبر السبتي الذي استُشهد في معركة العقاب سنة 609 هـ/1212م ، ترجم له ابن الزيات وأبو الصبر من كبار مشايخ عصره.(66)
ومن تلامذة أبي مدين محمد بن محمد القرشي المقري، وهو جد مؤلف: (نفح الطيب).
وكذلك أبو علي حسن بن محمد الغافقي الصواف، صحب أبا مدين نحو ثلاثين سنة، وردت إليه الإشارة عدة مرات عند ابن الزيات في التشوف.(67)
ومن تلامذته أيضاً يوسف بن خلف الكومي المتوفى سنة 576 هـ/1180م ، وكان ابن عربي قد التقى به في اشبيليه، وأفتى عليه وقال أنه زاهد كبير ملامتي.
وكانت أغلبية المصادر التي ترجمت لأبي مدين(68)، قد ذكرت واكدت أن له ألف تلميذ على يد كل منهم كرامة.
ترحاله
كان ابو مدين في بداية حياته في الأندلس، وقد عاش يتيماً، ونقلاً عن ثقات ذكر ابن الزيات أنه قال: ((... كنت بالأندلس يتيماً فجعلني أخوتي راعياً لمواشيهم، فاذا رأيت من نصلي أو من يقرأ القرآن أعجبني ودنوت منه... فقويت عزيمتي على القرار لاتعلم القراءة والصلاة)).(69)
عبر طنجة وذهب إلى سبتة وعمل أجيراً لبعض الصيادين، وذهب إلى مراكش، ثم رحل إلى فاس، وأقام بها ولزم جامعها. حضر حلقات الدروس التي كانت تعقد من قبل شيوخه فيما بعد كابن حرزهم، وابن غالب، وأبي عبد الله الدقاق.وأبي الحسن السلوي.(70)
كما تنقل أبو مدين في مدن الأندلس في حياته الأولى، مثل اشبيليه، وشريش والجزيرة الخضراء، ثم عاد إلى سبتة وتزوج فيها. وجد بها زاويته، والف بها بعض كتبه.(71)
كما استوطن قديماً مدينة فاس، وانتقل إلى تلمسان، و استقر في بجاية وفيها كان يعقد حلقات التدريس، ويدرس العلم ويربي المريدين.
ولابي مدين رحلة إلى الحج، وكان ابو جعفر بن سيد بونة قد التقى بأبي مدين، عند رحلته إلى المشرق لأداء فريضة الحج.(72)
الطريقة المدينية
نسبة إلى ابي مدين، وكانت مشهورة ببجاية وطارَ صيتها إلى بلاد اليمن، وإليه ينتسب بعض شيوخ اليمن. ومنهم من ينتسب إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني.(73)
كان الشيخ ابو مدين لسان حال هذه الطريقة ومحييها ببلاد المغرب، وذكر الكومي احد اشهر تلاميذ أبن مدين، وشيخ أبي عربي في ترجمته (في كتاب روح القدس) اشارة الوافدين مثل موسى القوي للسفينة، كان كثير الأوراد، يخفي صدقته، يكرم الفقير، ويذل الغني، كان كبير الهمة، الغالب عليه الملامتيه.(74)
وكان الوفدين قد سلك الملاحقية مقتدياً بشيخه ابن حرزهم الذي يقول عنه ان كان ساكن في التصوف سبيل أهل الملامتيه.
وكان أبو مدين يقول: كرامات الأولياء نتائج معجزاته صلى عليه وسلم، وطريقتنا هذه أخذناها عن أبي يعزي بسنده إلى الجنيد(75) بسنده إلى الحسن البصري.
ولابي مدين تأثيراً بالغ في أهل زمانه لتمتعه بالكرامات والمعجزات. فانتفع به خلق كثير كما كان له اتباعَ بمصر، فتلميذه عبد الرحيم القاني أقام بمصر وبها توفي.(76)
وكان ابو مدين قد خاض في الأجوال بحاراً، ونال من المعارف أسراراً، وخصوصاً مقام التوكل لا يشق فيه غباره، ولا تجهل آثاره وكان مبسوطاً بالعلم، مقبوضاً بالمرافقة، كثير الالتفات بقلبه إلى الله تعالى حتى ختم له الله بذلك.(77)
وأكد أبو مدين حيث قال: ((الملتفت إلى الكرامات كعابد الأوثان، فإنه يصلي ليرى كرامة.))(78)
ان طريقة أبي مدين انتشرت طريقة ابي مدين في أنحاء الأندلس بفضل الطريقة البونية، التي تفرعت عنها على يد مؤسسها تلميذه أبي جعفر ابن سيد بونة الخزاعي، التي كانت لها اتباع كثر.
الطريقة السبتية
نسبة إلى أبي العباس محمد بن جعفر الخزرجي ولد بسبتة 524 هـ/1130م وكان زاهداً عالماً ورعاً جميلا، حسن المظهر فصيح اللسان، صبوراً يُحسِن لمن يُؤذيه، أحبَ مجالس العلم، كان شيخهُ أبو عبد الله الفخار، وكان مذهبه يدور على الزهد والتصوف والصدقة والصيام، لغرض الشعور بالجياع والفقراء، ومن تلاميذه: عيسى بن شعيب(79)
الطريقة الشاذلية ابو الحسن الشاذلي
تنتسب هذه الطريقة الى ابي الحسن الشاذلي هو علي بن عبد الجبار بن تميم بن هرمز بن حاتم بن قصي بن يوسف بن يوشع بن ورد بن أبي البطال بن أحمد بن محمد بن عيسى بن إدريس( المبايَع له ببلاد المغرب) بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب(ع).(80)
و شاذلة من بخماره على ساحل البحر بين تطوان والريف في المغرب..
ولد الشاذلي في غمارة سنة 593 هـ/1197م ثم حفظ القرآن الكريم، وتجويده بها وتلقى علومه الابتدائية على يد شيوخها. كان منشأه في بني زويل من الأخماس قرب شفشاون.(81)
عالم، عامل، محقق، مدرك، حامل لواء العرفان، أسمر اللون، جاحظ العينين، طويل القامة جهير الصوت.(82)
شيوخه
من أكبر شيوخ أبي الحسن الشاذلي: الشيخ عبد السلام بن مشيش، وتتلمذ الشاذلي على يد أبي سعيد خلف الناجي التميمي ت628 هـ/1231م، كما تتلمذ على يد الشيخ نجم الدين الاصفهاني نزيل مكة.(83)
قال الشاذلي متحدثاً عن سبب لقائه بابن مشيش: ((لما دخلت العراق اجتمعت بالشيخ أبي النصح الواسطي، فما رأيتُ بالعراق مثله، وكان مطلبي على القطب، فقال لي بعض الاولياء، القطب الفحى بالعراق وهو ببلادك، فرجعت إلى بلاد المغرب واجتمعت بأستاذي ابن مشيش محمد بن عبد السلام)).(84)
ومن بين شيوخ الشاذلي بالمغرب أبو عبد الله محمد بن العارف بالله الشيخ أبي الحسن علي بن اسماعيل بن أحرازام: كان ممن اخذ عنه انتفع به، وألبسه الخرقة، وهو أول أصحابه.
وكان الشاذلي قد درس كتاب سيبويه في النحو، وكتاب ابن عطية في التفسير.(85)

التصوف عند الشاذلي
عَرَّف الشاذلي التصوف بانه: ((تدريب النفس على العبودية وردها لأحكام الربوبية)).(86) وقال ((للتصوف أربع صفات: التخلق باخلاق الله، وحسن المجاورة لأوامر الله، وترك الانتصار للنفس حياءً من الله، وملازمة البساط بصدق الفناء مع الله)).(87)
طريقته الصوفية (الشاذلية)
انبثقت هذه الطريقة على يد أبي الحسن الشاذلي في تون والمغرب، عن الشيخ ابن مشيش، ولكن لم تكتب الشهرة للأستاذ عبد السلام بن مشيش لانه بقى في باديته، بل كتبت لتلميذه الشاذلي، لأنه خرج من قبيلته وزار عدة بلاد وكذلك كتبت الشهرة والذيوع والانتشار.
تعاليمها
كانت تعاليم الطريقة الشاذلية تركزعلى أصول خمسة: تقوى الله في السر والعلانية، واتباع السُنة في الأفعال والأقوال، والإعراض عن الخلق في الاقبال والأدبار، والرضا عن الله في القليل والكثير، والرجوع إلى الله تعالى في السَراء والضراء.(88)
التصوف عند الشاذلي وهو ينشد طريقته لا يفرض على أحد من أتباعه بترك مهنته والانقطاع إليه كلياً، بل المعرفة والاتكال والايمان بالله عز وعلا، وكان قد أكد العمل ماورد في الحديث الشريف: أفضل ما يأكل العبد من كسب يديه.(89)
التصوف عند الطريقة الشاذلية منبثقاً من تعاليم الإسلام، فكان يحض اصحابه على النظافة والعمل والصبر واليقين والهداية
وللطريقة الشاذلية طريقان: الأول طريق الصحبة والاقتداء(90)، والثاني طريق، التبرك واليقين والإهتداء، الأول أخذ من عبد السلام بن مشيش والثاني أخد من ابي مدين، اشتملت على السلوك والمجاهدة، والعناية، والأدب والقرب، والرعاية، وشيدت بالعلمين الباطن والظاهر بكل أطرافها، وكانت مقرونة بالاكتمال.(91)
من أقواله
قال: ((كل نفسك بالصلاة))
وقال: ((لا تشتغل بأذية من يؤذيك واستغني بالله يرد عنك، فهو الذي له صلة عليك ليختبر دعواك في الصدق ).(92)
وقال:
((اعمى البصيرة في ثلاثة أشياء إرسال الجوارح في معاصي الله، والطمع في خلق الله، والتصنع في طاعة الله )).
تلامذة أبي الحسن الشاذلي:
كان له مجالس وحلقات كثيرة في المغرب والأندلس وخارجهما، وكانت مجالسة من أبهى المجالس في الحقائق.(93)
وقد بدأ في تونس بتربية أتباعه في كتب التصوف والسلوك المشهورة. كان لسانه القشيرية لعبد الكريم بن هوازن القشيري، وقوت القلوب لأبي طالب المكي، والشفا للقاضي عياض، ودرس تلامذته كتاب سيبويه في النحو وكتاب ابن عطية في التفسير.(94)
ومنهم
1. ماضي بن سلطان المسروقي.
2. أبو الحسن الصقلي علي بن مخلوف.
3. أبو محمد بن عبد العزيز الزمقوني.
4. خذيمة أبو العزائم ماضي.
5. عبد الله الجيبي.
ومنهم من هاجر معه إلى مصر، مثل أبي العباس المرسي، وكان من أكابر أولاده الفارق المدرك المحقق الشيخ أبو العباس المرس،(95) وهو الذي توفي بمدينة الاسكندرية بمصر وضريحه فيها مشهوراً، ومن الذين هاجروا معه إلى مصر:الحاج محمد القرطبي، وأبو الحسن البجاوي، أبو عبد الله البجائي، والوجهاني والخراز،(96) ومكين الدين الأسمر، والشيخ الشريف البوني، والشيخ عبد الله اللقاني، والشيخ عثمان ألبورنجي، والشيخ امين الدين جبريل، وأبو اسحاق الكندي أخذ عنه بمصر.
ثانياً: الطريق المشيشية، أسسها عبد السلام بن مشيش: ت622 هـ /1225م.
هو عبد السلام بن مشيش(97) أو بشيش ابن ابراهيم الحسني الادريسي، من ولد ادريس بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب(ع).
ولادته
ولد سنة 559 هـ/1163م ، بمدش الحض من بني عروس، إمام عارف، ولي مجتهد محقق.
كان مقامه في المغرب مثل مقام الشافعي بمصر.(98) ولقب بــ: القطب والفوت.
شيوخه
تلقى ابن مشيش العلم وهو ابن اثنى عشر سنة على يد الشيخ سليم، حفظ القرآن تعلم علم الحديث في بلده، أخذ عن ابي مدين الفوت، ومن شيوخه ابو العياش احمد قطران، والشيخ ابو زيد عبد الرحمان الحسيني الشريف العطار المعروف بالزيات، سكنة في حارة بــ: الزيات، وأبى المديني، نسبة الى المدينة المنورة، وأخذ من سيد بونة الخزاعي الأندلسي(99)
وكان ابي مشيش ذو صلة بالطريقة البونية ذات الجذور الأندلسية.(100)
تصوفه
كان الشيخ ابن مشيش كثير التعبد بجبل العلم في منطقة بني عروس، اجمع الناس على صلاحه وبلوغه مقام العارفين، تربى على يديه كثير من المريدين، من أشهرهم: أبو الحسن الشاذلي.
قال في جهد النفس: ((إن اردت جهاد النفس فاحكم عليها بالعلم واضربها بالخوف في كل خطوة، واسجنها في قبضة الله تعالى أين ما كنت(101)
تلامذة ابن مشيش: يكفيه أنه أستاذ الأقطاب الثلاثة: سيدي ابراهيم الدسوقي، وسيدي احمد البدري، وسيدي الحسن الشاذلي رحمهم الله.(102)
وصاياه
من وصاياه لتلميذه أبي الحسن الشاذلي وصية يقول فيها: نص ((الله، الله والناس نزه لسانك عن ذكرهم أو قلبك عن التماثيل من قبلهم، وعليك بحفظ الجوارح، وأداء الفرائض، وقد تمت ولاية العهد عليك، ولا تذكرهم بواجب حق الله عليك، وقل الله نَجِني من شرهِم، وأعِني بخيرك عن خيرهم، وتولني بالخصوصية من بينهم انك على كل شيء قدير)).(103)
ومن وصاياه
لا تصحب من يؤثر نفسه عليك فإنه لئيم، ولا من يؤثرك على نفسه فإنه لا يدوم، وأصحب من إذا ذكر، ذكر الله، فالله يغني به إذا شهد، وينوب عنه إذا فقد، فكره نور القلوب، ومشاهدة مفاتيح الغيوب.(104)
وعن قوله: يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا، قال: يعني ولو هم على الله، ولا تدلوهم على غيره، فإن من ولك على الدنيا غشك، ومن دلك على الله نصحك.(105)

صلاة ابن مشيش (الصلاة المشيشية)
للشيخ عبد السلام بن مشيش صلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مشهورة عرفت بالصلاة المشيشية، هي:بـــ: الصلاة اللهم صلِ على من منه انشقت الأسرار، وانفلقت الأنوار، وفيه ارتفعت الحقائق، وتنزلت علوم آدم فاعجزت الخلائق، وله تضاءلت الفهوم فلم يدركه منه سابق ولا لاحق، فرياض الملكوت بزهر جماله مونقة، وحياض الجدرت بفيض انواره متدفقة، وأرجاء المُلك بسناء كماله مصبحة مشرقة ولا شيء الا وهو به منوط إذ لولا الواسطة كما قيل لذهب الموسوط، صلاة تليق بك اليك كما هو أهله، اللهم إن سرك الجامع الدال عليك، وحجابك الأعظم القائم بين يديك يومك، اللهم ألحقني بنسبه، وحققني بحسبهِ وعرفني إياه معرفةً أسلم من موارد الجهل، واكرع بها من موارد الفضل، واحملني على سبيله إلى حضرتك، حملا محفوفاً بنصرتك، واقذف بين على الباطل من وصفه، وزج بي في بحار الأحدية، وانشلني من أوحال التوحيد، واعرفني في عين الوحدة حتى لا أرى ولا أسمع، ولا أجد، ولا أحس إلا بها، واجعل الحجاب الأعظم حياة روحي، ووجه سر باطن، اسمع ندائي بما سمعت به نداء عبدك زكريا، وانصرني بك لك، وايدني بك لك، واجمع بيني وبينك، وصل بيني وبين غيرك، الله، الله، الله، ((ان الذي فرض عليك القرآن لرادك الى معادٍ. القصص/ 85.
((ربنا آتنا من لدنك رحمة وهب لنا من أمرنا رشداً)). الكهف/ 10، ثلاث مرات
ان الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً.الاحزاب /56.
تلك الصلاة انتشرت وذاع صيتها وسميت بالمشيشية، ووضعت لها الشروح التي وصلت إلى خمس وعشرين شرحاً، في المغرب والمشرق الاسلاميين.
وفاته
توفي الشيخ عبد السلام بن مشيش سنة 622 هـ/ ، دفن بالجبل المسمى: جبل العِلم.
وكانت المصادر قد اجمعت أنه توفي مقتولاً من طرف أبي الطواجين الكتامي الذي أدعى النبوة، وانتحل صناعة الكيمياء، وتبعهُ على ضلالة طغاة غمارة والبربر.(106)
وقد ذكر الوراق في مناقب ابن مشيش ان سبب قتل ابن أبي الطواجين لابن مشيش، هو ان رجلاً له اخت ذات حسن وجمال، فاراد ابن ابي الطواجين أن يتزوجها قهرا فهرب واخته الى حرم الشيخ فمنعهُ من تزويجها، فكانت سبب موته.(107)
وذكر الخروبي: ان ابن ابي الطواجين كان قائداً من قادة المنتصر الموحدي صاحب مراكش كما كان قائداً في قصر عبد الكريم، وكان قد سعى بالشيخ ابن مشيش إلى الأمير الموحدي؛ مخافة التفاف الناس حوله واجتماعهم عليه.(108)
وكان ذلك الأرجح لان الموحدين كانوا قد حسبوا ذلك الأثر الديني والصوفي سنة، ومقدار انسحابه على وضعهم السياسي والاجتماعي، لان العامة كانت تلتفت؛ حول الكرامات والمعجزات حسب ما كانوا يعتقدون.
ابن عربي ت 638 هـ/1240م
هو محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله الطائي الحاتمي الأندلسي المرسي، الملقب بـ: محيي الدين.(109)
أصله من مدينة مرسية التي ولد بها سنة 506 هـ/1112م ، اما النشأة فقد كانت اشبيلية، ثم استوطن في دمشق في الشام وتوفي بها ودفن.
كان لزوجته دور كبير في حياتهُ فضربت له المثل الصالح في المواعظ،(110) وهي مريم ابنة محمد بن عبدون بن عبد الرحمان الناجي.

شيوخه
لقد خص ابن عربي شيوخه الذين اخذ عنهم وترجم لهم في كتابه (روح القدس)، وبلغ عددهم خمس وخمسون أغلبهم اندلسيون.
من بين هؤلاء.
يوسف بن خلف الكوفي ت576 هـ/1180م ، وصفه بالزاهد الملامتي.
ابو عبد الله الرندي، الذي يقول عنه من الأبدال.
أبو الحسن بن الصائغ ت: 600 هـ/ 1230م والذي قال: اكل الدنيا بالدف والمزمار خير لي من أكلها بالديَن.
ابو عبد الله ابن المجاهد، وعبد الله بن قسوم كلاهما من أشبيلية، تعلم منهما محاسبة النفس.
عبد الله الدقاق الفاسي.
بونة فاطمة بنت المثنى القرطبية، عجوز أخذ عنها، بعد أن لزمها خادماً ومريداً.(111)
ابو مدين الغوث الذي أثنى عليه ابن عربي وقال: كان ابو مدين الغوث لسان هذه الطريقة ومحبيها بالمغرب وهو الذي سمى ابن عربي بــ: الشيخ الأكبر.(112)
أبو عبد الله المهدوي، الذي أكد صحبته بمدينة فاس.(113)
عبد الحليم العماري، الذي وصفه بــ: شيخنا، وحكى عنه وورعه وتقواه.(114)
وتتلمذ على يد الشيخ عبد الجليل القصري، وعبد العباس السبتي.(115)
تلامذته
لا يمكن إحصاء تلامذة ابن عربي، ولكن يمكن ذكر الأشهر، منهم:
أبو العباس احمد بن ابراهيم القنجائري المرسي وهو احد تلاميذ ابن عربي، وكان شيخ الصوفية بالمغرب قاطبة، وهو صاحب مجاهدات، ومقامات، ومشاهدات، ومناجاة ، وكانت له مكانة عند ملوك عصره. توفي سنة 627 هـ /1229م.(116)
ومن تلامذته، أبو القاسم محيي الدين بن محمد بن محمد بن سراقة، وصدر الدين القونوي ت672 هـ/1273م، وكان القونوي قد قصد الديار المصرية واجتمع مع ابي الحسن الشاذلي، وتكلم بحضرته كثيراً، والشيخ مطرق إلى أن استوفا الشيخ صدر الدين كلامه، فرفع الشيخ أبو الحسن رأسه وقال اخبرني أين قطب الزمان اليوم؟ ومن هو صديقه وما هي علومه؟؟ قال: فسكت الشيخ صدر الدين، ولم يرد جواب.(117)
ومن تلاميذ ابن عربي: الملك مظفر بهاء الدين غازي، الذي أجازه ابن عربي هو وأولاده من بعده.(118)
تصدقه
آمن ابن عربي بوحدة الوجود، وهذا المذهب الفلسفي الصوفي راح ضحيته الحلاّج، والسهروردي، وبسبب ذلك كان موضع شك واتهام رغم محاولته بدفاعها.
وكان قد قال: ومعلوماً كان هو الحقيقة الكلية، التي هي للحق وللعالم، لا تتصف بالوجود ولا بالعدم ولا بالحدوث ولا بالقِدم، إذ هي في القديم إذا وُصف بها قديمهُ، وفي المحدث اذا وُصف بها محدثهُ فلا تعلم المعلومات قديمها وحديثها حتى تعلم هذه الحقيقة حتى توجد الأشياء الموصفة بها، فان وجد شيء من غير عدم متقدم كوجود الحق وصفاته قيل فيها، موجود قديم لا تصاف الحق بها، وان وجد شيء من عدم كوجود سوى الله تعالى وهو المحدث الموجود بغيره قيل فيها محدثة، وهي في كل موجود بحقيقتها فإنها لا تقبل التجزؤ، فما فيها كل ولا بعض، ولا يتوصل إلى معرفتها مجردة عن الصورة بدليل ولا برهان، ومن هذه الحقيقة وجد العالم بوساطة الحق تعالى ولم تكن بموجودة فيكون الحق قد أوجدنا من موجود قديم يثبت لنا القدم وكذلك لتعلم أيضا ان الحقيقة لا تتصف على العالم المعقول، فإن قلت: أيها العالم صدقت او: أنها الحق، أوليست الحق صدقت، تقبل هذا كله وتتعدد بتعدد أشخاص العالم، وتتنزه بتنزيه الحق، وان اردت مثالها حتى تقرب فهمك فانظر في العودية في الخشب والكرسي والمحبرة، والمنبر والتابوت، وكذلك التربيع وفي الأشكال في كل مربع مثلاً من تابوت وبيت وورقة، فالتربيع والعودية يحققانها في كل شخص من هذه الأشخاص، وكذلك الأموات كبياض الثوب والجوهر والكاغد والدهان والدقيق.(119)
ومن غير ان تتصف البياضة المعقول بالانقسام حتى يقال: أن بياض الثوب جزء منها بل حقيقتها ظهرت في الثوب كما ظهرت في الكاغد، وكذلك في العلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر، وجميع الأسماء كلها.(120)
وفي كتاب فصوص الحكم عرض مذهبه في وحدة الوجود، وينقسم كتاب الفتوحات المكية إلى:المعارف،المعاملات،الأحوال، المنازل، المنازلات، المقامات.(121)
ومما لا شك فيه ان ابن عربي أسهم وبشكل فاعل في نهوض حركة الفكر الإنساني الاسلامي، من خلال ما قدمه من أفكار فلسفية، كانت قد ارتكزت على الحقائق العلمية ونشرت بمؤلفات عدة بين مخطوط ومطبوع، ومحفوظ، ومفقود تجاوز عددها الأربعمائة(122)، وتلك المصنفات شملت التصوف والفسلفة والعلوم الأخرى، وكان المستشرق في الالماني بروكلمان قد اطلع على نحو مائة وخمسين كتاباً لابن عربي في مكتبات الشرق والغرب.
كل ذلك النشاط زاد من تطور ونهوض الفكر وحركته في بلاد المغرب والاندلس، في عصر أسهم أمراؤه في عملية النهوض والازدهار تلك وكان من تداعياتها ظهور كوكبة مبدعة في عصر الموحدين (541 - 668 هـ / 1146- 1269م.)
ابن سبعين
ابن سبعين: هو عبد الحق بن سبعين، اختلف الناس حوله، واغراضهم متباينة بعيدة عن الاعتدال فمنهم الموهن المكفر، ومنهم المقلد المعظم، وحصل لطرفي هذين الاعتمادين من الشهرة والذيوع ما لم يقع لغيره.(123)
نشأته
ابن سبعين هو ابو محمد عبد الحق بن ابراهيم بن نصر المرسي الرقوطي العكي، ورقوطة بلدة اندلسية تقع شمال غرب مارسية، وهو قرشي هاشمي علوي.(124)
لقب بــ: القطب وبيته من أشرف البيوت في بلاد المغرب، ولد في سنة 613 هـ/1216، وكان من المشايخ الأكابر، قضى شوطاً كبيراً من حياته في المغرب، حيث تزوج من امرأة موسرة من سبتة، بنت له زاوية من داخل دارها، فشاع أمره، سكن ابن سبعين في بجاية واستوطن مكة، درس العربية في الاندلس ثم انتقل إلى سبته وانتحل التصوف.
اتصف بالعلم والحكمة والنباهة والبلاغة والفصاحة، مع مشاركة ورجاحة وطلاقة قلم.(125)
شيوخ
ابن احلى اللورقي.
ابو عبد الله الشوذلي الأشبيلي الحلوبي.
ابن دهان الاوسي.
محيي الدين بن عربي.
تلامذته:
كان لابن سبعين زاوية تخرجَ منها تلامذته ومريديه، الذين اخذوا عنه وتأثروا به وانتفعوا من علومه(126)، ومن اشهرهم: أبو الحسن الششتري، الذي تجرد، عن كل مظاهر الفخامة.
ومن تلامذته: ابو الحسن بن يحيى بن ابراهيم المعاذري، المشهور بــ: أبي الحاج الشاطبي الذي ورد على بجاية، وتتلمذ على يده الصوفي ابن أبي واطيل، الذي كان على معرفة بالحروف والأسماء وكلام التخمين، وله رأي بالنبوة، والخلافة، والولاية، ومنهم يحيى بن أحمد البلنسي الذي ألفَ رسالة بمناقب شيخهُ سماها: الوراقة المحمدية والفصول الذاتية، وقد اورد المقريء فصولاً منها في الطيب. !!
-----------------------------------------------------------
هوامش البحث
(1). انظر: البزق، اخبار المهدي، ص21، المراكشي، المعجب بأخبار المغرب ص245، الفناي، قيام الدولة الموحدية، ص205، سوادي عبد محمد، دراسات في تاريخ المغرب العربي ص5.
(2). العتبي، محمد سعيد رضا، تاريخ المغرب في العصر الاسلامي، ص178.
(3). ابن الابار، الحلة السيراء، 20/194.
(4). الادريسي ، نزهة المشتاق ، بيروت، 1989، 2/525، ابن غالب، فرحه الانفس في تاريخ الاندلس ، تحقيق لطيف عبد الوديع، القاهرة،1956، ص12، 41 الانظر: 1. الحميري، ابو عبد الله بن عبد المنعم، ت 740 هـ الروض المعطار، القاهرة، 937، 855 البكري ، المسالك والممالك، تحقيق عبد الرحمان الحجي بيروت، البكري ص58.
(5). البكري ص58.
(6). المصدر نفسه.
(7). ابن عذاري المراكشي، ابو عبد الله محمد (ت 712 هـ) البيان المغرب باخبار الاندلس والمغرب، تحقيق بروفنال ليفي ،
(8). ابن الزيات، التشوف ص 368.
(9). آل عمران ، 200.
(10). ابن عربي، الوصايا، ص51.
(11). المصدر نفسه، ص58. رواه مالك في الموطأ، والترمذي ص51.
(12). آل عمران، 200.
(13). انظر: عنان عبد الله دائرة المعارف الإسلامية في بحث المادة الرباطات في المغرب، 10/20.
(14). النيفر، الشيخ، حسن البيان عما بلغته افريقيا في الإسلام، القاهرة1/184.
(15). الخشني، تاريخ قضاة قرطبة، ص37.
(16). الدباغ، معالم الايمان 2/229، 234، 242.
(17). المصدر نفسه، 2/229.
(18). ابن عربي، روح القدس في ص50.
(19). ابن بطوطة، رحلة ص64، ص68.
(20). الزيات، النشوف، ص23.
(21). البكري، المسالك والممالك، ص52.
(22). السجلمامسي، اختصار الاخبار، ص105.
(23). الزيات، النشوف، ص402.
(24). الأزموري، بهجة الناظرين، ص166.
(25). المصدر نفسه.
(26). الزيات، النشوف، ص371.
(27). المصدر نفسه.
(28). الباديسي، المقصد الشريف، 92.
(29). المصدر نفسه، الفندلاوي، المستفاد، 2/168.
(30). الهسكوري، سير الأولياء، ص104.
(31). ابن الزيات، النشوف، 148.
(32). المصدر نفسه، حي 152
(33). المصدر نفسه، ص160.
(34). المصدر نفسه، ص380.
(35). المصدر نفسه. ص227.
(36). المصدر نفسه، ص225.
(37). لمزيد من المعلومات انظر: الزيات التشوف ص13.
(38). الباديسي، المقصد الشريف، ص128.
(39). المصدر نفسه.
(40). الكتاني، نور الهدى، الأدب الصوفي، ص46.
(41). هو عبدون بن يلخفتن بن علي البقوي من بني بفراس من قبيلة بقوية.
(42). الكتاني، الادب الصوفي، ص46.
(43). ابن قنفذ، انيس الفقير، ص110.
(44). السجلماسي، اختصار الأخبار، ص33.
(45). ابن عربي، الوصايا، ص260.
(46). ابن حزم، الأخلاق والسير في مدواة النفوس ص118.
(47). العباد: قرية بظاهر تلمسان، الكتاني، نور الهدى، الادب الصوفي، ص68.
(48). ابن الزيات، التشوف، ص319، الفندلاوي، المستفاد، ص20.
(49). ابن عربي، روح القدس، ص47.
(50). المصدر نفسه.
(51). ابن الزيات، التشوف، ص320.
(52). ابن الزيات، التشوف، ص230.
(53). المصدر نفسه.
(54). ابن الزيات، التشوف، ص168 التادلي الصومعي، المعزى ص277.
(55). الصومعي، المعزى في مناقب أبي يعزي، ص278.
(56). التميمي، عبد الكريم، المستفاد في ذكر الصالحين والعباد، ص90.
(57). ابن الزيات، التشوف، ص322.
(58). ابن عربي، روح القدس، ص161، الفندلاوي المستفاد في مناقب العباد، ص23، الخزرجي الأنصاري الصومعي، في مناقب المعزي،ص280 ابي المغ سير الأولياء في القرن السابع الهجري، ص91.
(59). الصومعي، المعزى، في مناقب ابى المعزى،ص280.
(60). أبي عربي، روح القدس، ص70.
(61). ابن عربي، الفتوحات المكية، 4/248.
(62). النشار، علي سامي، ديوان الششتري، ص8.
(63). البونية: اسسها جعفر بن عبد اله البوني الخزاعي وهو من أصحاب أبي مدين، طريقة صوفية لها صدى كبير في الاندلس. وهي تفرعت عن الطريقة البونية كان لها اتباع كثر، انظر الكتاني، الادب الصوفي،ص91.
(64). ابن الطواح، سبك المقال، ص 11-26.
(65). ، التشوف، ص415.
(66). ابن الخطيب، الإحاطة، 2/191.
(67). ابن عربي، الفتوحات، 1/327.
(68). التشوف، ص387.
(69). ابن عربي، روح القدس، ص70.
(70). الفندلاري، المستفاد، 2/46.
(71). ابن الزيات، النشوف، ص380.
(72). الحضرمي روض الرياحين، ص464.
(73). ابن عربي، روح القدس، ص47.
(74). الفندلاوي، المستفاد، 2/50.
(75). ابن عبد الملك، ذيل التكملة، ص127.
(76). ابن الزيات، التشوف، ص319.
(77). المصدر نفسه، ص451 ، الفندلاوي، المستفاد ص/50.
(78). المصدر نفسه ، ص467.
(79). ابن الطواح، سبك المقال، ص48.
(80). ابن الزيات، التشوف، ص48.
(81). بن الصباغ، درر الأسرار، ص4ت، الكومي، طبقات الشاذلية، ص11.
(82). المصدر نفسه.
(83). ابن الزيات، التشوف، ص50.
(84). ابن الطواح، سبك المقال، ص50.
(85). ابن عباد، المفاخر العلية، ص79.
(86). ابن الطواح، سبك المقال، ص90.
(87). الكشمخاني، جامع الأصول، ص10.
(88). رواه البخاري، رقم 2072.
(89). ابن الزيات، التشوف، ص48.
(90). ابن الطواح، سبك المقال، ط5.
(91). زروق، تواعد التصوف، ص
(92). ابن الطواح، سبك المقال، ص53.
(93). ابن الزيات، التشوف، ص52.
(94). ابن عطار، لطائف المنن، ص164.
(95). ابن الطواح، سبك المقال، ص54.
(96). المصدر نفسه، ص44.
(97). الوراق، شوارق الأنوار، ص81.
(98). الفاسي، مرآة المحاسن، ص54.
(99). الفاسي، مرآة المحاسن، ص54.
(100). الكومي، الحسن بن محمد، الطبقات الشاذلية، ص122.
(101). المصدر نفسه، المقاني، الاشراف على نسب الأقطاب الأربعة الاشراف، 1/186.
(102). ابن الطواح، سبك المقال، ص44.
(103). الفاسي، مرآة المحاسن، ص54.
(104). ابن الز

د.عبد الرضا حسن ﭽياد كلية التربية/جامعة القادسية

المصدر