القيافة العرفانية :محمد رسول الله هو البركة

أضيف بتاريخ 11/14/2020
المعهد الفاطمي المحمدي


بسم الله الرحمن الرحيم

البركة إشتقاقها يدل على أمرين: الأول الثبوت والدوام، والثاني الزيادة والنماء، وفي الصحاح كل شئ ثبت وأقام فقد برك، ويقال هذا الشئ فيه بركة :اي نماء وزيادة ،والتبريك الدعاء، ويقال بارك الله تعالى لقوله تعالى”أن بورك من في النار ومن حولها“،ويقال بارك الله تعالى فيه، لقوله تعالى”التي باركنا فيها ،ويقال بارك الله تعالى عليه  لقوله تعالى”وباركنا عليه وعلى اسحاق“ويقال بارك الله تعالى له لقوله صلى الله عليه وسلم “وبارك لي فيما اعطيت”والمبارك لقوله تعالى” وجعلني مباركا أينما كنت“ومعنى” تبارك الله رب العالمين” أي تعاظم في كثرة صفاته، وكمالاته ،وتعاظم في عظيم نعمه وخيراته. فالبركة كلها من الله تعالى

قال صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية وقد نبع الماء من بين أصابعه الشريفة : حي على الطهور المبارك”والبركة هي ثبوت الخير الإلهي في الشئ المبارك. قال تعالى”وجعلني مباركا أينما كنت“.” انا انزلناه في ليلة مباركة”. ” ونزلنا من السماء ماء مباركا” وقال تعالى في البركة التي أفاضها على الأرض”وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها“وبهذه البركة صارت الحبة الواحدة، توضع في بطن الأرض ،فتنبت أضعافها،والنواة الواحدة ،تغرس فتعطي من الثمرات ما شاء الله ،ولولا هذه البركة لأعطت الحبة حبة، والنواة مثلها، فتبارك الله رب العالمين.

وأعظم مبارك، بارك الله تعالى فيه ،وبارك عليه، وجعله مباركا أينما كان، هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي بارك الله تعالى في روحه ،وفي قلبه الشريف،وسمعه،وبصره وعقله،ولسانه،وفي روضته،وفي قبره،وفي ذريته، …فلا بركة أعم منه ،ولا خيرأعظم منه، صلى الله عليه وسلم. فما لمست يده الشريفة طعاما ،ولاشرابا،إلا سرت فيه البركة ولابصق في طعام، أوماء إلا بورك فيه ،ولامسح رأس إنسان،أووجهه، أوموضعا من جسمه، إلا حلت فيه البركة،والشفاء،والنضارة . فهو صلى الله عليه وسلم الرحمة المهداة والبركة العظيمة المنْحاة وقلت في تعريف البركة أنها الثبوت،والدوام ،فلا شئ أثبت من رحمته للعالمين، وبركته عليهم، والتعريف الثاني الزيادة،والنماء.فالتجليات الالهية في ترق والحقيقة المحمدية في ترق ، فسيدنا محمد هو البركة بعينها

وقد أحسن من أضاف البركة الى صلواته : اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد.

صلى الله عليه وعلى اله وصحبه

المصدر